في
هذه السنة ٢٠١٣ تم إجراء إصلاحات في نظام
الامتحان للشهادة الابتدائية CFEE
من
حيث الشكل والمضمون، ومن أهم جوانب هذا
الاصلاح إدراج اللغة العربية والتربية
الدينية في التقويم بحيث يختار التلميذ
خوض الامتحان للشهادة الفرنسية أو للشهادة
الفرنسية العربية1.
وقد
كان من أقدم الشكاوى لدي معلمين اللغة
العربية عدم شمولية التقويم في المدرسة
الابتدائية العمومية للتعليم العربي لما
في ذلك من آثار سلبية على العملية التعليمية.
والآن،
وقد تم إصلاح هذا الخلل، لا بد من أن نعي
نحن المستعربين التحديات التي تواجهنا
بعد الإصلاحات الأخيرة التي شهدتها الساحة
التربوية السنغالية، وتتمثل هذه التحديات
في ضرورة التحلي بمزيد من الجدية في العمل
والانفتاح على التغيرات والاهتمام
بالجودة.
فلم
يعد المستعربون من تلاميذ ومعلمين في واد
والمتفرنسون في واد ءاخر فالاندماج بين
الفئتين يسير بخطى وطيدة وإن كانت وئيدة،
لأنه أصبح لا مناص منه.
والنتائج
التي أسفر عنها الامتحان الأخير فيما يخص
العربية يمكن أن توصف بأنها كارثية، حيث
توجد ـ فيما يبدو ـ مدارس بكاملها لا تحظي
بتلميذ واحد ناجح، في عديد من المقاطعات
(وفي
إقليم تياس لم تتجاوز نسبة النجاح 25.81٪)2.
ويمكن
تفسير هذه النتائج السيئة لأسباب موضوعية3
إلا أنها تعتبر تحذيرا قويا للمعلمين
والتلاميذ المستعربين على حد سواء.
وعلينا
ألا ننسى بأن التقويم غير منحصر فقط على
التلاميذ، إنما هو في نفس الوقت مقياس
لأداء المعلمين وكشف لجوانب قصور عديدة
في مختلف جوانب العملية التعليمية :
المناهج
الدراسية والتكوين والتأطير ….
وعلى
هذا يتعين على جميع الأطراف المعنية
بالتعليم العربي في كافة المستويات أن
يسهروا على تحقيق الجودة ويسعوا لتوفير
شروطها حتى لا يتحول الامتحان إلى كشف
لضعف التلاميذ، وإهمال المعلمين وتسيّب
المفتشين.
وأرجو
أن يكون شأن امتحان الشهادة الثانوية
العربية المزمع تنظيمه فيب أكتوبر أفضل
بكثير بحيث تكون نسبة النجاح فيه مرتفعا.
1راجع
مقالتنا بعنوان جديد في التعليم الفرنسي العربي!
3جاءت
الاصلاحات في وقت متأخر من السنة الدراسية،
ولم يكن لا المعلمون ولا التلاميذ جاهزين
لها ...