في
الآونة الأخيرة نلاحظ في الخطاب الرسمي
تركيزا شديدا على قضية الإرهاب وضرورة
محاربته. ونسمع كثيراً من
ممثلي السلطة السياسية في المناسبات
الدينية يطالبون رجال الدين بالتدخل في
قضية محاربة الإرهاب مع إلحاح شديد كأنها
قضيتهم الأولى والأخيرة في الوقت الراهن.
لا
أحد ينكر خطورةَ الإرهاب وتهديدَه للمجتمع
الإنساني بشكل عام كما أن الصبغةَ الدينية
لهذه الظاهرة بارزة للعيان، ولا خلاف
أيضاً في ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة
للوقاية منها. ولكن مع ذلك
كله يمكن للمرء أن يتساءل عمن هو العدو
الأولى بالمحاربة، عدو متوقع أم عدو ضارب
أطنابه في عقر الديار ؟
فإذا
كان شبح الإرهاب يلوح في الأفق فالجهل
والفقر هما قد نشبا مخالبهما على رقاب
الكثير من أفراد المجتمع أو غالبيته.
وهما عدوان لدودان للإنسان،
ولذا لا ينبغي أن تطغى قضيةُ مواجهةِ شبح
الإرهاب على الاهتمام بدحر هذين العدوين
وشلِّ قواهما.
فالمهمة الأساسية لرجل دين تتمثل – حسب رأيي - في تعليم الناس وتربيتهم وإرشادهم وتحقيق مبادئ التضامن والتعاون فيما بينهم، وبعبارة أخرى محاربة الجهل والفساد والفقر في المجتمع، بالإضافة إلى المهام التي قد تعرض في بعض الظروف، وقد يكون القيام بهذه المهمة الأساسية سببا في وقاية المجتمع من متاعب ومشكلات طارئة جمة، وهنا تكمن أهمية ترتيب الأولويات دون الاستسلام تماما لإملاءات المشاريع الجيوسياسية.
بقلم سام بوسو عبد الرحمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق