الثلاثاء، 30 يوليو 2019

ديوان العلوم الدينية للشيخ أحمد الخديم (ض)… إصدار القرن!


من أبرز ما يشد الانتباه في حياة مولانا الشيخ أحمد الخديم رضي الله عنه غزارة إنتاجه الأدبي والعلمي، مصداقا لقوله رضي الله عنه " كرامتي خط يدي". فقد عانى الشيخ من محن ومن مضايقات واضطهادات كثيرة من قبل المستعمر الفرنسي الذي قام بنفيه مرتين خارج بلده وفرض عليه إقامة جبرية طيلة مدة تربو على ثلاثين سنة، وعلى الرغم من ذلك خلَّف تراثاً معرفيّاً عظيماً قلَّ نظيرُه في منطقته وعصره، من حيث الكثرة والقيمة العلمية. وقد شملت هذه المؤلفاتُ مجالات مختلفة من توحيد وفقه وتصوف وأدب ولغة، كما اتخذت أشكالا متنوعة، من نظم ونثر، وأساليب مختلفة من وصايا ونصائح وفتاوى، إلى جانب دواوين الأمداح والصلوات والابتهالات.

كان بعض هذه المؤلفات الخديمية منتشراً في أيدي أتباعه وبعضُه الآخر مخزونا في دوره، والنسخ المتداولة منها مكتوبة بخط مغربي إفريقي غير منتشر في العالم الإسلامي. ولهذه الأسباب كانت المكتبات الإسلامية خالية من كتب الشيخ إلا نادراً مع ما تتضمنه من قيمة أدبية وعلمية رفيعة.

وفي عهد الشيخ رضي الله وُجدت محاولات لطباعة مؤلفاته في بعد البلدان العربية مثل مصر ولبنان، ولكن هذه الطبعات لم يُكتب لها انتشار واسع، وقد نفدت كلها منذ عقود من الزمن. وللشيخ عبد الأحد امباكي الخليفة الثالث للشيخ الخديم رضي الله عنه جهودٌ جبارةٌ في جمعها وحفظها وطبعها؛ ولهذا الغرض أنشأ مكتبة الشيخ الخديم في طوبى في السبعينات من القرن الماضي، واشترى آلة للطباعة، وهكذا تم طبع نسخ عديدة من دواوين الشيخ بالخط المغربي الإفريقي وأودعت في المكتبة.

وقد شهدت الساحة العلمية المريدية في العقدين الأخيرين عدةَ إنجازات في مجال تحقيق مؤلفات الشيخ وشرحها ودراستها من قبل بعض الطلبة وبعض المؤسسات مثل دائرة روض الرياحين والرابطة الخديمية للباحثين والدارسين.

ويأتي الإصدار الأخير للرابطة الخديمية "ديوان العلوم الدينية" لسد فراغ كبير في المكتبة العربية الإسلامية التي كانت تفتقر حتى الآن إلى كتاب يضم بين دفتيه مجموع مؤلفات الشيخ الخديم التعليمية المتوفرة في التوحيد والفقه والتصوف واللغة.

إن هذا الإصدار الذي يحتوي على ٢٦ متناً مع مقدمة قيِّمة عن حياة الشيخ وأعماله، وما فيه من شروح وتوضيحات، يمثل في الحقيقة تحفةً ثمينةً لطلبة العلم وللباحثين ولكل المهتمين بالتراث الإسلامي في إفريقيا الغربية عموما.

والكتاب ( مجلد واحد في ٦٢٨ صفحة) إلى جانب احتوائه لجميع المتون التعليمية المعروفة للشيخ يمتاز بجودة طباعته، من حيث الإخراج الفني ونوع الورق والتجليد، ويعتبر في نظري من أجلّ الخدمات التي يمكن تقديمها للتراث المريدي وللدارسين في الوقت الراهن، ولذلك كنت أصفه بـ" إصدار القرن"!

وإذ نشكر الرابطة على جهودها المباركة، نسأل الله تعالى أن يكتب لهذا العمل القبول والانتشار والنفع ببركة المؤلف رضي الله عنه ومخدومه صلى الله عليه وسلم.



الأحد، 2 يونيو 2019

دعوة زعماء التصوف إلى وحدة الصف: نموذج السيد الحاج مالك والشيخ أحمد الخديم (ض) [1]


يواجه المسلمون في الوقت الراهن تحديات متنوعة كتفشي حالة الجهل وانتشار الفقر وبروز أعمال العنف، ويتعرضون للظلم والعدوان من قبل القوى المعادية للإسلام ، الأمر الذي يجعل بذلَ مزيد من الجهد لتحقيق الوحدة من أوجب الواجبات وأشد الضروريات إلحاحا.

وقد كانت لزعماء الطرق الصوفية مواقف مثالية في دعوة الناس إلى وحدة الصف ومحاربة الفرقة بين المسلمين. وسنورد في هذا المقام نموذجين من جهود زعماء الطرق في الدعوة إلى توحيد الصف والعمل من أجله عبر الشيخين: الشيخ أحمد بمبا والسيد الحاج مالك سي رضي الله عنهما.

كان المجتمع المسلم في الفترة التاريخية التي عاش فيها الشيخان يعاني من أدواء صعبة المعالجة، من أبرزها داء التعصب بأنواعه المختلفة، ولذلك عُني كل منهما بعلاج هذا الداء. ويتعين على الشباب أن يستلهم هذا التراث ويلعب دوره في السعي لتفعيل وترسيخ وحدة الأمة في هذه الظروف.

        أ) الشيخ الخديم  (ض) والدعوة إلى الوحدة

قام الشيخ الخديم رضي الله عنه بدور مهم في علاج رواسب التعصب المتولد من الانتماء المذهبي والطائفي والتي دبت وسرت في جسم الأمة حتى أضعفتها وفرقتها إلى فرق متناحرة ينظر بعضها إلى بعض بعين الاحتقار، ويتجلى ذلك من خلال مواقفه التفرق المذهبي والطائفي والطبقي.

موقفه من التفرق المذهبي:[2]
عالج الشيخ التفرق المذهبي الذي يسببه الخلاف بين الفرق الكلامية، فنهى عن معادة أي مسلم ينطق بكلمتي الشهادة " لا إله إلا الله " بقوله المشهور
        ولا تعادوا من رأيتم فـــــــــاه           يخــــــرج "لا إلـــه إلا الله"



وأما المذاهب الفقهية فقد اتخذ  الشيخ تجاهها موقفا متميزا : فقد اعترف بها واعتبر الأئمة الأربعة أئمته
        أئمتي في الفقه مالك العلى              والشافعي والحنفي والحنبلي



ومن هنا لا تُعتبر مذاهبهم معاول الهدم والتفرقة، كما نفهم من البيت تسويغ العمل بها جميعا، ولكنه نظرا لكون المالكية المذهب السائد في منطقته وجه اتباعه إلى الالتزام بها حفاظا على وحدة الأمة في هذه المنطقة .

موقفه من التفرق الطائفي :
فقد حارب الشيخ جعل الطرق الصوفية مطايا لتفريق المسلمين، فأكد بصراحة لم يسبقه عليها أحد بأن الأوراد  طرق للتقرب إلى الله ينبغي لصاحب ورد ما أن يعد أصحاب الأوراد الأخرى إخوة لله في الطريق، يقول في المسالك :
        فكل ورد يورد المريــــدا                 لحضــــرة الله ولم يحيــــــدا
        سواء انتمى إلى الــجيلاني              أو انتمى لأحمد التيجـــــاني
        أو لسواهما من الأقـــطاب               إذ كلهم قطعا على الصواب
        إذ كلهم يدعو المريدين إلى              طاعة رب العرش حيثما جلا
        بالاستقامة فلا تسخر أحد                منهم ولا تنكر عــليـــــه أبد

موقفه من مشكلة الطبقية الاجتماعية:
 ركز الشيخ في علاجه الطبقية الراسخة في المجتمع على مبدأ المساواة الذي نادى به الإسلام ، فلا تفاضل ولا تفاوت إلا بالتقوى التي هي ثمرة العلم والعمل والإخلاص يقول في " نهج قضاء الحاج":
        واعلم بأنما تفوت الورى         بالعلم والدين يكون فاصبرا
        وبهما يفضل من قد فضلا        ففيهما اجتهد مع التـــــأدب[3]


فهكذا نجد عند الشيخ اهتماما كبيرا بوحدة المسلمين في دعوته الإصلاحية، فعني عناية خاصة بتجفيف الروافد التي تغذي روح العداوة والتنافر وبتفتيح الينابيع  التي تروي بذور المحبة؛ ومن ابتهالاته رضي الله عنه التي تَنمُّ عن شدة حرصه على توحد المسلمين وتوطد أواصر المحبة بينهم قوله في قصيدة مطلب الشفاء
        واجعــــل قلوبنا علي التــــــوادد             بلا تنازع ولا تــحـاســـــــــد
        ولا تخاصـــــــــم ولا تــــــدابــــر            ولا تباغض ولا تــــنــــافــــر
         حتي نصير مسلمين خاشعـــين            ومؤمنين مخلصين صالحين[4]



  ب) السيد الحاج مالك سي والدعوة إلى الوحدة
يعتبر السيد الحاج مالك سِه رحمه الله تعالى (1855- 1922م)، أحد أقطاب الطريقة التيجانية في السنغال، من أبرز زعماء التصوف الذين لعبوا دوراً جليلا في نشر الإسلام في السنغال. وقد كان منتبها لخطورة التعصب الطائفي الذي كان يهدد وحدة الأمة ويدفع كلَّ فريق إلى احتقار من لم يسلك في طريقته. فحاول سد باب التعصب بتأكيد صلاحية جميع الطرق الصوفية الحقيقية وأهليتها لتوصيل سالكيها إلى حضرة المولى عز وجل فكتب يقول:

 فالـطـرق كـلّها إلى الرحمان
مـوصـلة مُـسـلكة يا جـاني[5]

وقال في كتابه "كفاية الرّاغبين": «على الشّيخ ـ كما في روح الأرواح ـ  أن ينبّه المريد أنّ تعظيمَ كلّ المشايخ المحقّـقين واجبٌ واحترام المسلمين فرض، وأنّ كلّ من حقر طريقةَ غيره فقد حقر الإسلام، وربّما جرّه ذلك إلى الكفر وهو لا يشعر، فإنّه يستحلُّ الغيبة والحقد والتفريق بين المؤمنين، فنعوذ بالله من الغرور». وحرصا منه على وحدة صف المسلمين يصل إلى القول بـ"أن الواجب على كل مسلم ترك قول كل شيخ يؤدي إلى الحقد والحسد والكبر أو إلى التفريق بين المسلمين"[6]

وفي هذا الكتاب أيضا يقول نقلا عن الشعراني رضي الله عنهما في كتابه لواقح الأنوار" وإياك أن تحذر من اتباع أحد من العلماء بقول أحد من حسادهم من غير اجتماع به فربما يكون بريئا مما نُسب إليه، فيكون عليك إثم قاطع الطريق على المريدين لاتباع الشريعة، فإنك حينئذ تحذر من اتباع السنة المحمدية؛ وهذا واقع كثيرا في الأقران في هذا الزمان، فترى كل واحد يحذر الناس عن الآخر وكل منهم يزعم أنه من أهل السنة والجماعة فيختل الأمر إلى عدم الاقتداء بواحد منهما"[7]

العلاقة الأخوية بين الشيخين 
فمن ناحية أخرى جسد الزعيمان دعوتهما إلى الوحدة عبر علاقاتهما الأخوية المتينة المليئة بالإشارات الموحية.
فقد كان السيد الحاج مالك "حريصا على حفظ القرابة الرَّحِمِيّة التي كانت تربطه بالعبد الخديم رضي الله عنه فضلا عن المحبّة في الله التي كانت السّبب الرّئيسي في مراسلاتهما وتهاديهما مرارا وتكرارا. فقد أهدى له، على سبيل المثال لا الحصر، مُصحفا مُرفَـقا ببيتين، حملهما إلى العبد الخديم مريده الوفيّ الحَاجِ رَوْحَانْ أَنْغُومْ (1859-1955م). والبيتان هما:
 هــديـة مُــوجـبــها اجتلاب 
مـــحـبّـة يــا أيـّهـا الـحُــبـــاب
أدام ربّنا لنا حبل الــوصال
وكفّنا شرّ الذي عادى وصال
فأجابه العبد الخديم ببيتين، هما:
جزاكم خير الجـــزا الوهّــاب
وفـي صـفا الـوداد لا تـرتـاب
فكيف لا والمصطفى المـجاب
إمـامنا والـقِـتْـلَ لا نــهــاب8]


دور الشباب في تفعيل هذه الدعوة
فهذه الدعوة إلى وحدة الصف من قبل زعماء التصوف، والتي لم نأت إلا بنموذجين منها، ينبغي تفعيلها وترسيخها وتوصيلها إلى الأجيال الراهنة والمقبلة، وللشباب في ذلك دور  يُنتظر. ويتمثل هذا الدور في:



   1. محاولة التعرف على وجهات نظر الاخر ومرجعياته الخاصة عن طريق إقامة مناسبات علمية مشركة تكون ميدانا للتبادل والتلاقح الفكري وتنظيم أنشطة ثقافية تسهم في تقريب الرؤى.
   2.  بناء علاقة روحية مبنية على الأصول والمرتكزات المشتركة المؤسسة لتعاليم زعماء الطرق الصوفية؛ فقد رأينا أنهم بنوا تعاليمهم على الكتاب والسنة وان اختلفت مناهجهم في التربية، فلا فرق بينهم في أصول الإيمان والإسلام والإحسان. 
   3. إبراز حقيقة تعاليم الزعماء وإيصالها إلى الأتباع العوام، ليدكوا مدى تلاقي  مشارب شيوخهم ووحدة أهدافهم
                عباراتهم شتى وحسنك واحد    فكل إلى ذلك الجمال يشير
       فهدف التربية الروحية واحد مهما كان المنهج المتبع فلا يخرج عن تزكية النفس وتطهير القلب من الرذائل وترقية همة المريد لكسب المعالي.
نسأل الله أن يسهل لنا الطريق نحو تحقيق الوحدة بين المسلمين استجابة لدعوة زعمائنا رضي الله عنهم وأرضاهم ، آمين


يمكنكم تحميل نص المحاضرة كاملا من هنا

[1]       جزء من محاضرة ألقيناها بمناسبة ندوة علمية نظمت في مدينة تياس سنة 2010 حول موضوع  "دور التصوف والطرق الصوفية في توجيه وتربية الشباب المسلم" وكان موضوع المحاضرة " دعوة زعماء الطرق الصوفية إلى الوحدة ودور الشباب في تفعيلها"
[2]عالمية دعوة الشيخ الخديم، محاضرة أعدتها دائرة روض الرياحين بمناسبة "مغال طوبى" لسنة ٢٠٠١
[3]نهج قضاء الحاج
[4]قصيدة مطلب الشفاء
[5]فاكهة الطلاب أو جامع المرام، ص. 30. مخطوط.
[6]كفاية الراغبين ص ١٦
[7]الكفاية ص ٤
[8]الأستاذ محمد غلاي انجاي، أحمد بمب الشخصية التاريخية، مجلة الوعي المريدي، العدد الأول، مايو ٢٠٠٨

الجمعة، 3 مايو 2019

مناقشة رسالة ماجستير بعنوان المدارس القرآنية في السنغال الدور والتطوير المطلوب (١٩٦٠-٢٠١٧م/١٣٧٩-١٤٣٩هـ)


تمت بحمد الله تعالى مناقشة رسالة ماجستير  أعددتها بعنوان المدارس القرآنية في السنغال الدور والتطوير المطلوب (١٩٦٠-٢٠١٧م/١٣٧٩-١٤٣٩هـ) بإشراف الأستاذ الدكتور أسعد السحمراني أستاذ العقائد والأديان المقارنة، في كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية في بيروت،  بتاريخ ٢٥ / ٠٢ / ٢٠١٩.

  أهم ما تضمنته الرسالة:

قسمت رسالتي بعد المقدمة إلى فصول أربعة

فالفصل الأول تمهيدٌ تناولت فيه جغرافية السنغال وواقعه، ثم دخول الإسلام إليه، كما استعرضت نظامه التعليمي بشكل عام، والتعليم الإسلامي بشكل خاص بعد الاستقلال إلى الآن.

وتناول الفصل الثاني نشأة المدرسة القرآنية، وانتشارها في السنغال، ودورها في نشر الإسلام والثقافة العربية الإسلامية، وفيه أيضا تشخيص لأوضاعها من حيث التمويل، والمناهج، والإدارة، والموارد البشرية، وظروف المعيشة.

الأحد، 31 مارس 2019

مدرسة "مام جارة" القرآنية تجربة تستحق أن توسَّع


من خلال مدرسة سغن جارة للبنات في بروخان Porokhan يمكن إدراك جانب مما كان الشيخ محمد المصطفى بن الشيخ محمد البشير يتمتع به من بعد النظر. ففكرة تأسيس هذه المدرسة وما تتميز بها من أصالة تنم عن عبقرية الشيخ رحمة الله عليه ورؤيته الثاقبة.

فقد تمكن الشيخ من تفعيل مشاعر المحبة والتفاني التي يكنها المريدون والمريدات للسيدة الفاضلة مام جارة والدة الشيخ المجدد أحمد الخديم رضي الله عنهما لحشد طاقاتهم في إنجازمشروع تربوي عملاق يُجسد استمرارية مهمة الشيخة الوالدة ورسالتها التربوية السامية عبر الأجيال.

وتَمَثَّل المشروعُ في بناء مدرسة قرآنية خاصة لبناتٍ يحملن اسم "مام جارة" يدرسن فيها القرآن ويحفظنها ويتلقين تربيةً إسلامية سليمة، إلى جانب تكوين مِهَني مُتاحٍ للحافظات. فالمدرسة داخلية مجانية، تتوافر فيها جميعُ المرافق الظروف المعيشية الضرورية لضمان جودة العملية التربوية.

فهذه المدرسة النموذجية تفتح في حقيقة الأمر آفاقا جديدة للنظام التربوي السنغالي الذي يواجه عددا من الاشكاليات، منها قضية توفير التربية الجيدة للفتيات، وتحقيق مبدإ العدالة والانصاف في عرضه التربوي ووإيجاد حلول لمشكلة الموارد والتمويل.

وفي هذا السياق يكتسي هذا النموذج بُعداً وطنيا لما يمكن استفادته منه على مستوى البلد كله، لأنه يمكن أن يسهم في حل كثير مشكلات تعليم البنات لما يوفره من بيئة تربوية خالصة، كما أن المدرسة تجربة يمكن استلهامها في إطار تطوير المدارس القرآنية، وهو مشروع أساسي ضمن سياسة تنويع العرض التربوي من أجل تحقيق مبدأ الانصاف في النظام.

وأما أسلوبُ تمويل المدرسة القائم أساساً على الهدايا والتبرعات من "الدوائر" فهو يُقدم حلا مهما لمشكلة قلة الموارد المالية التي تعاني منها كثيرٌ من حكومات الدول النامية.
وبواسطة هذا الأسلوب من التمويل تنجز الطريقة المريدية مشاريعها وتترجم روح التضامن الاجتماعي إلي أرض الواقع.

هكذا نرى أن التجربة البرخانية، إلى جانب أهميتها في إطار النظام التربوي السنغالي، قادرة على تعزيز تربية البنات في البلاد لامكانية تكرارها؛ فربما نشهد في المستقبل مدراس السيدة حواء والسيدة فاط جاه وغيرهما من سيدات الطريقة الكريمات تدار على غرار مدرسة مام جارة.

الاثنين، 4 مارس 2019

كي لا نفرط في أغلى ما نملك!


هذا الأسبوع كنت في زيارة إلى بيروت، وقد شاركتُ قبل توجهي إلى المطار للعودة في جلسة نقاش بمركز للابحاث حول موضوع الهوية المقاومة ودورها في المجتمعات العربية. كانت الجلسة تضم حوالي خمسة عشر مثقفاً من أساتذة جامعيين ورجال دين وصحفيين. وقد لمستُ من خلال المداخلات بعض الهواجس المسيطرة على هؤلاء المثقفين مثل قضية الطائفية ومشكلة الهوية في المجتمع اللبناني.

في الحقيقة، عاشت لبنان فترات عصيبة من جراء الأزمات الطائفية والحروب الأهلية، وقد كان هؤلاء المثقفون ذوي انتماءات مختلفة : شيعة وسنة ومسيحية. لكن همهم المشترك كان إيجاد توافق في المجتمع يُمَكِّنه من تحقيق تعايش سلمي. وقد اكتشفت أيضا أزمة هويةٍ حادة يعاني منها مجتمعهم إلى جانب كثافة الحواجز المعنوية بين الطوائف المختلفة .

الجمعة، 25 يناير 2019

التطرف السياسي أشدّ خطورة !

لم أكن أرى ضرورة الكتابة في الشأن السياسي في الوضع الحالي بسبب طغيان العواطف، واختلاط الحابل بالنابل، وظهور علامات التطرف في المواقف السياسية، وقلة أملي في تأثير صوتي على مجريات الأحداث.
ولكن  على الرغم من طبيعتي المتفائلة فقد أفزعني للغاية  تسجيل صوتي  بُعث إلي صباح اليوم عبر الوتشاب وتضمَّن  دعوة سافرة إلى العنف، بل إلى ما يشبه حربا أهلية أو قَبَلية لأسباب سياسية،  فرأيت أن الوضع  يستحق منا وفقة تأمل قبل أن يستفحل.

الجمعة، 21 ديسمبر 2018

كلمة المشتغلين بالعلم في اللقاء السنوي مع الشيخ محمد المنتقى الخليفة العام للطريقة المريدية


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه.
صاحب الفضيلة شيخَنا محمدا المنتقى – حفظكم الله وأيدكم ونصركم وحقق جميع أمانيكم وأكمل جميع مشاريعكم،
مشايخي الكرام،
إخوتي الحضور،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

من كرامات الشيخ أحمد بمب رضي الله عنه ... إصدار جديد لدائرة روض الرياحين

"عُرف  الشيخ الخديم رضي الله تعالى عنه بكراماته الكثيرة التي تناقلتها الركبان، ورواها ثقات عن ثقات في سياقات مختلفة من حياته، ولكن أبرز...