ضفاف نهر في لمبرن |
وفي
الصباح
الباكر
في
يوم
السبت
٢٤
نوفمبر
نقلتنا
حافلة
إلى
مقر
دائرة
مطلب
الفوزين
في ليبرفيل حيث
ينطلق
بنا الموكب
المتوجه
إلى
لمبرن،
ومكثنا
في
المقر
حوالى
ساعة
قبل
الانطلاق.
انطلقنا
وكان
الجو
حارا
والطريق
وعرا
في
بعض
المناطق
وكانت
الحافلة
تسير
بسرعة
كبيرة
وسط
الأشجار
الباسقة
الوارفة
وبين
الجبال
الشاهقة.
في
بداية
الرحلة
وضع
سائقنا
شريطا
موسيقيا
فأعطاه
أحدنا
قرصا
فيه
أناشيد
من
قصائد
الشيخ
ليستبدلها
بالموسيقى.
كان
الطقس
يتغير
شيئا
فشيئا
إلى
أن
توارت
الشمس
تماماً
وراء
الغيوم.
لم
تكن
المناطق
التي
مررنا
بها
مأهولة
بالسكان
ترى
بين
الفينة
والأخرى
أكواخا
متناثرة
وسط
الغابات
الكثيفة
وعلى
حافتي
الطريق
عناقيد
من
الموز
معروضة
وجثثا
من
القرود
معلقة.
وقال
لنا
أحد
المرفقين
إن
أهل
هذه
المناطق
مُغرمون
بلحم
القرد
!
الوصول
إلى
لمبرن
)Lambarene
المكان الذي كان الشيخ يقيم فيه |
من
الصعب
أن
أصف
الشعور
الذي
انتابني
وأنا
واقف
قبالةَ
الشاطئ
أتخيل
الشيخ
في
وحشته
يتمشى
على
ضفاف
النهر
أو
يكتب
قصائده
تحت
ظل
الشجر.
ولكن
الشيخ
حين
يذكر
هو
هذه
المرحلة
من
غيبته
يشير
إلى
ما
وهبه
الله
فيها
ومن
ذلك
قوله :
للِه قــــد وصــــــلتُ عند كَلْوى *** وصانـني عما يجــــرُّ البلـــوى
شقَّ
على
الشيطان
عند
كلوى***
كوني
خديمَ
من
كفاني
البلوي
كفانيَ
الــمانعُ
عند
كَلــــــوى ***
وبَعــــده
أعـــــداءه
والبلوى
ضفاف نهر كان الشيخ يتوضأ فيه |
وبعد
هذه
الزيارات،
ذهبنا
إلى
مقر
البلدية
حيث
استقبل
الوفدَ
عمدةُ
المدينة
وفيها
تناولنا
الغذاء
وقد
نصبت
الجالية
المريدية
فيها
خياما
لإقامة
حفلة
رسمية
ومحاضرات
بحضور
سلطات المدينة
وإمام
غابون
الأكبر
وفيها
ألقى
العمدةُ
خطابا
ترحيبيا
تحدث
فيه
عن
مقاومة
الشيخ
للسلطات
الاستعمارية
وعن
أهمية
تعاليم
الشيخ
في العالم
المعاصر.
وفي
هذا
المحفل
ألقيتُ
كلمة وجيزة
باللغة
الفرنسية
تناولتُ
فيها
عالميةَ
دعوة
الشيخ
الخديم
وحاولتُ
فيها
بيان
القيم
الاسلامية
التي
تجسدت
في
تعاليمه
رضي
الله
عنه.
وبعد
أداء
صلاة
المغرب
في
مقر
البلدية
غادرنا
لمبرن
راجعين
إلى
لبرفيل
بإرهاق
شديد
ولكن
مع
الشعور
بالسعادة
الغامرة
لزيارتنا
هذه
المنطقة
التي
آوت
الشيخ
لمدة
تناهز
ثلاث
سنوات.
وفي
صباح
يوم
الأحد،
نظم
المريدون
مسيرة
في
إحدى
شوارع
لبرفيل
ولكن
الإرهاق
الشديد
الذي
عانيته
في
الليلة
السابقة
منعني
من
المشاركة
وبقيتُ
في
الفندق
للاستراحة
قليلا.
قاعة المحاضرات بلبرفيل |
الرحلة
إلى
كبلبسا Cap
Lopez
على متن سفينة متوجهة إلى بور جانتي Cap Lopez |
وجدنا
مجموعة
كبيرة
من
الأتباع
في
استقبالنا
وقد
لبسوا
بذلات
ذات
لونين
أبيض
وأسود،
وفور
النزول
مباشرة
انطلق
الموكب
متوجها
إلى
داخل
المدينة.
كان
الطقس
في
المدينة
معتدلا
فليست
منطقة
جبلية
مثل
لبرفيل.
توجهنا
مباشرة
إلى
الفندق
وبعد
الاستراحة
وتناول
الغذاء
والصلاة
قمنا
بزيارة
الشاطئ الذي
نزل
فيه
الشيخ
وصلى
أثناء
تقف
السفينة
التي
كانت
تقله
وهو
في
طريقه
إلى
مايومبا
من
لبرفيل،
وفي
المكان
صلينا
المغرب
بإمامة
الشيخ
بشير.
ومع
غروب
الشمس
وحلول
الظلام
وارتفاع
هدير
الأمواج
شعرت
بخفقان
قلبي
وأنا
وسط
الأعشاب
الكثيفة
أتصور
حال
الشيخ
وحيدا
غريبا
لا
يعرف
أين
تتوجه
به
السفينة.
كنتُ
مستغرقا
في
هذه
التأملات،
كأن
أجواء
المكان
وأحوال
الوجدان
تكاتفت
للتآمربعقلي
وتفكيري!
وبعد
صلاة
المغرب
قرأتُ
في
مجلسي قصيدة
"وكان
حقا
علينا
نصر
المومنين"
وفي
هذه اللحظات نفسها أعلنت سيدة غابونية رغبتها في الدخول في الإسلام وبحمد الله وتوفيقه أُمِرتُ بأن ألقنها الشهادتين. وبعد تلقينها وتوضيح معانيهما لها بالفرنسية سماها الشيخ محمد البشير ميمونة، بناء على رغبتها. نسال الله تعالى أن يثبتها على دين الاسلام ويهديها إلى صراطه المستقيم وأن يهدي كثيرات من مثيلاتها إلى دينه الحنيف. وعن هذا الموقع قال الشيخ
للمنتقى
وجَّهتُ
في
كبلبسا
***
ما
قد
كفاني
عَدُوّا
حُبسا
حينما
قال
أحد
الحضور
"أمِّنوا
لدعاء
الشيخ"
وأمَّنَ
الجميع
تذكرتُ ما
قاله
الشيخ
عبد
الأحد
ذات
مرة
وهو
يُصور
وحشة
الشيخ
وغربتَه
أثناء
خدمته
في
غيبته
البحرية
بأنه
لم
يكن
خلفَ الشيخ
من
يقول"
آمين"
فقلت
سبحان
الله
الذي
لا
يضيع
أجر
من
أحسن
عملا !
وبعد
صلاة
العشاء
توجهنا
إلى
قاعة
للمحاضرات
وفيها
تناولنا
العشاء،
ثم
بدأت
المحاضرات
بحضور
رئيس
البلدية
وحاكم
المقاطعة
وقنصل
فرنسا
وإمام
المدينة
وممثل
سفارة
السنغال
وشخصيات
من
الوفد
المرافق
للشيخ
محمد
البشير
وعدد
كبير
من
المريدين.
وعقب
الخطابات
البرتوكولية
ألقى
الاستاذ
شيخنا
امباكي
عبد
الودود
محاضرة
باللغة
الفرنسية
حول
موضوع
"هل
يمكن
لأفريقيا
أن
تستوحي
من
المريدية
من
أجل
نهضتها؟
وتناول
الشيخ
محمد
مصطفى
جتر
الموضوع
باللغة
الولوفية.
وفي
صباح
يوم
الثلاثاء
غادرنا
بور
جانتي
للعودة
إلى
لبرفيل
على
متن
سفينة
جديدة
تختلف
عن
التي
ركبناها
في
الذهاب
من
حيث
الحجم
والخدمات
والراحة
ولكن
الاولى
كانت أسرع
وكان
ربان
السفينة
من
المريدين
المقيمين
في
غابون.
وقد
استقبل
رئيسٓ
الوفد
وبعض
شخصياته
في
صالونه،
وصلنا
إلى
لبرفيل
في
الساعة
الثانية
والنصف
بعد
الظهر.
فقبل
١٢٤ سنة كان الشيخ بين فجار يقودونه عبر
هذ الطريق إلى ماينبا وقائد سفينتنا اليوم
أحد مريديه!
قبل
الرحلة إلى ماينبا
كان
من
المقرر
بعد
الاستراحة
في بقية
نهار
الثلاثاء
أن
نتوجه
صباح
اليوم
التالي
إلى
مايومبا.
وهي
منطقة
تبعد
عن
لبرفيل
بأكثر
من
سبعمائة
كيلومتر.
كان
كثير
من
أفراد
الوفد
يترددون
في
السفر
إلى
هذه
المنطقة
النائية،
فقد اتفقت
كلمة
جميع الأشخاص العارفين
بالمكان
على صعوبة
الوصول
إليها
لبعد المسافة
ووعورة
الطريق
وخطورته
وخاصة
في
موسم
الأمطار
فلا يمكن
لطائرة
أن
تهبط
في
مايمبا
مباشرة
بل
يجب
النزول
في
مدينة
اسمها
تيبانجاThibanga
والذهاب
إلى
مايومبا
برا
وكان
من
سبقت
لهم
زيارة
المنطقة من
الوفد
يزيدون
الطين
بلة
بتأكيد
جميع
المخاوف
المشاعة،
وبعضهم
حكى
لنا
ما
وقع
له
من
المتاعب
أثناء
الزياة.
كانت
هذه
الليلة
من
أصعب
الليالي
عليَّ
طيلة
رحلتنا
لم
أتمتع
بنوم
هادئ
بل
كنت
أرى
في
المنام
كوابيسَ
لا
توصفُ
جعلت
الليل
كأنها
لا
تنتهي
!
لم
أتمكن
حتى
من
تفسير
نقل
الشيخ
إلى
هذه
المنطقة
النائية،
ألم
تكن
لبرفيل
تكفيه
غربة
ووحشة
وبعدا،
فبينها
وبين
طوبى
آلاف
من
الكيلومترات
من
جبال
وبحار
وغابات!
ألم
تكن
يكفي أعداءه
إخراجُه
من
دياره
وتفريُق
أهله
بدون
ذنب
ارتكب،
وما
نقموا
منه
إلا
أنه
كان
مؤمنا
بالله
وموحدا
إياه
مخلصا
له
وخادما
لرسوله
كما قال
رضي الله عنه
قُصوري
خلت
والأهلُ
عني
تفرقت ***
لمدح
الذي
عنه
المديحُ
قصيرُ
والتفسير
المتاح
عندي
أن
ذلك
من
جملة
الابتلاءات
والمحن
التي
امتحنه
الله
بها
مصداقا
لقوله
تعالى
في
سورة
العنكبوت
"
الم
أحسب
الناس
أن
يتركو
أن
يقولوا
ءامنا
وهم
لا
يفتنون
"
فالشيخ
كان
يطلق
على
ما
لاقاه
"
فتن
سورة
العنكبوت"
الرحلة
إلى
ما
يمبا
Mayomba
لم
تحصل!
وفي
الصباح
الباكر
غادرنا
الفندقَ
للتوجه
إلى
المطار
وبعد
التسجيل
انتظرنا
لمدة
ساعتين
ثم
أخبرنا
بأن
الرحلة
مع
الأسف
الشديد
قد
ألغيت
بسبب
سوء
الأحوال
الجوية.
فهذا
دليل
على
صعوبة
الوصول
إلى
مايُنيا
فبعدَ
حوالى
مائة
وعشرين
سنة
ومع
التطور
الهائل
في
وسائل
النقل
ما
زال
السفر
إليها
أمرا
بعيد
المنال
فكيف
كان
الامر
في
ذلك
الوقت؟
فمن
المعروف
أن
الاتصال
بالشيخ
كان
مفقودا
تماماً
فترة
وجوده
في
هذا
المكان
البعيد
وقد
قضى
فيه
خمس
سنوات
قبل
انتقاله
إلى
لمبرن.
كانت
خيبة
الآمال
تلوح
على
الأوجه
بسبب
تشوق
المريدين
إلى
زيارة
هذه
المنطقة
التاريخية
التي
أدى
الشيخ
فيها
خدمة
جليلة
للرسول
صلى
الله
عليه
وسلم
من
مؤلفات
وقصائد
لا
توصف
روعة
وتأثيرا
في
الأرواح.
وقد
كان ذكر ماينبا يتردد في كثيرا في أبيات
الشيخ وفي الرويات الشعبة التي كانت تغذي
مخيلاتنا ونحن أطفال صغار.
يقول
عنها
الشيخ
إلى
النبي
أوصلتُ
عند
بافـــل *** أبكارَ
أمداحٍ
أنارتْ
مـــحفلــــي
لرب
غفور
قد
محا
عنِّي
الذنبا*** وعني
نفى
إبليسَ
في
بحر
مايُنبا
ساق
لغيري
اللُه
فـي
ماينـــبا*** ما
ساء
قلبي
وأعلى
الـــجنــــــبا
كنت
أشتاق
إلى
معاينة
البحر
الذي
كان الشيخ يخاطبه بقوله
ليَ
اشهَدْ
بكوني
عبدَ
مَن
يغفرُ
الذنبا
وكوني
خديمَ
المصطفى
بحرَ
ما
ينبا
غادرنا
المطار
متوجهين
إلى
الفندق
فواصل
خيالي
الرحلة
نائبا
عن
شخصي
في
زيارة
ماينبا.
جلست
في
غرفتي
أعيد
فلم
رحلة
الشيخ
في
ذهني
أتباعه
وهو
يتنقل
بين
الأماكن
التي
زرناها
أتابعه
ينزل
في
لبرفيل
وبعد
فترة
قصيرة
يتوجه
إلى
ماينبا
ويقف
في
كبلبسا
ويصل
إلى
ماينبا
ليمكث
فيها
خمس
سنوات
ثم
ينقل
إلى
لمبرنه
ويمكث
فيها
حوالي
ثلاث
سنوات
قبل
عودته
إلى
دياره
سالما
غانما
رافعا
راية
الاسلام
يلتقي
بمريديه
وأحبابه
بعد
مجاهدته
في
البحر
ثماني
حجج
إلا
قليلا
وقد
استجاب
اللهُ
دعاءه
اجعلْ
رجوعي
إلى
قومي
سعادتنا*** ولتكفنا يومَ
جمع
الخلق
نيرانا
كأني
لأول مرة اكتشف قيمةَ العفو الذي أصدره
الشيخ لهؤلاءالمستعمرين المتسببين في
هذا التغريب وهذه المعاناة بقوله:
عفوت
عن الأعداء طرا لوجه من *** نفاهم لغيري
سرمدا لست أدفع
بدأتُ
كذلك أدرك جانبا من أهمية تركيزِ الشيخِ
على شكر النعم بدلا من تذَكُّر النقم يقول
رضي الله عنه
شُغلتُ
بالشكور عن تَذَكُّر *** ما
قد جرى بيني وبين العسكر
شغلني
شكورُ ربٍّ قَبـــلا *** كليَّتِي
عن ذكر ماضٍ من بَــــلا
فقد
صرفت معاني الشكر ذهني نحو طوبى وما
سيحدث فيها من فعاليات لتخيد ذكرى هذه
الغيبة البحرية.
وهنا
بدأتُ
أشتاق
إلى
العودة
إلى
مدينة طوبى
لاستنشاق
هواها
ورؤية
الأهل
والأصدقاء
والاستعداد للمغال Magal
فدعوت
الله
تعالى
أن
يعيدَنا
سالمين
غانمين
مأجورين.
سام
بوس
عبد
الرحمن
لبرفيل
بتاريخ
جزيتم خيرا
ردحذفجزاكم الله خيرا
ردحذف