من المعروف أن الاحتفال بذكرى غيبة الشيخ أحمد الخديم البحرية أصبح مناسبة دولية يشارك فيها نخبة من العلماء والمفكرين والشيوخ من مختلف مناطق العالم، ويُنظم خلاها عدد من اللقاءات والجلسات العلمية على شرف هؤلاء الضيوف.
وفي هذه السنة (١٤٤٦ه/ ٢٠٢٤م) تم تنظيم خمس جلسات خلال اليومين ١٧ و١٨ من شهر صفر. ففي صباح الخميس السابع عشر من صفر نُظم لقاء علمي في مقر السادة الضيوف الشناقطة بعنوان "المريدية وتراثها العلمي بعد مائة سنة من رحيل مؤسسها" ألقى فيه محاضرةً قيمة كلٌّ من الأستاذ الدكتور يحيى ولد البراء الأستاذ بجامعة نواكشوط، والدكتور عبد الاحد لوح عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الشيخ أحمد الخديم بطوبى.
وفي مساء هذا اليوم أيضا، نَظمت دائرةُ روض الرياحين محاضرتَها العامة تحت عنوان "الشيخ الخديم ورجال السلطة قراءةٌ في رسالته إلى صمب لوب امير جولوف"، قدمها الشيخ أبو امباكي بشير بحضور جمع من ممثلي الطرق الصوفية والمنظمات الإسلامية في السنغال.
وفي الليل، استضافت الوفودَ القادمة من خارج السنغال في حفلة عشاء فاخرة دائرةُ حزب الترقية في معهدها فتح الفتاح (بيت القصائد) داخل مجمع الشيخ أحمد الخديم، وقُدمت خلالها مداخلاتٌ من قبل رؤساء الوفود بعد عرض موجز عن المجمع من كل هذه السطور، وكلمة افتتاحية من المرشد الروحي للدائرة السيد يوسف جوب وكلمة رئيس اللجنة الإعلامية والثقافية الشيخ عبد الاحد امباكي.
وفي صباح يوم الجمعة ١٨ صفر ١٤٤٦ نُظمت ندوةٌ علمية على شرف الضيوف الأجانب في دار الضيافة بدار المنان تحت عنوان " السلم والتسامح في الفكر الصوفي، المريدية نموذجا". شهدت هذه الندوة مداخلات قيمةً من كل من الشيخ الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر سابقا، والدكتور عبد الفتاح بن صالح بن محمد اليافعي من اليمن، والدكتور خالد التوزاني من المملكة المغربية، وكاتب هذه السطور وغيرهم، بإدارة الدكتور عبد الفتاح الردادي من تونس.
وفي مساء هذا اليوم نظمت أخيراً جلسة علمية أخرى حول موضوع "دور علماء السنغال في خدمة السنة النبوية الشريفة، في دار الضيافة غربي المسجد الجامع، شارك فيها ممثل للطريقة المريدية وممثل للطريقة التجانية وممثل للطريقة القادرية.
وهكذا كانت فعاليات هذه السنة - كالعادة- ثرية بأنشطة علمية ذات قيمة عالية، وقد مكنت المشاركين الأجانب من الاطلاع أكثر على منهج الشيخ الخديم رضي الله تعالى عنه، وفكره والقيم التي كان يجسدها في حياته وسيرته.
سام بوسو عبد الرحمن