مرة أخرى، كشفت الفضيانات التي ضربت مدينة طوبى عن ذلك البعد الإنساني الرائع المتجذر في مواقف سماحة الخليفة العام للطريقة المريدية شيخنا محمد المنتقى الذي ينظر بعين الشفقة والرحمة، والتضامن، وحب الخير للجنس البشري عموما؛ فتراه يهبُّ لإغاثة الملهوف وتنفيس المكروب، ولا يميز في عطائه بين القاصي والداني، ويقف دائما في جنب ضحايا الكوارث، مهما بعدت المسافة بينه وبينهم، سواء حلت في المغرب أو في المشرق، ويتعاطف مع المستضعفين والمضطهدين في كل مكان.
وتؤازر هذه النظرةَ الرحيمةَ الموروثة من المبعوث رحمة للعالمين، عليه صلوات الله وسلامه، ومن خديمه المقتفي لآثاره رضوان الله تعالى عليه أريحيةٌ نادرة لمدِّ يد العون إلى كل محتاج.
والأعجب في ذلك كله سدادُ رؤيته في خطوة يخطوها ومبادرة يتخذها في قضايا مجتمعه، حيث تكون دائما نموذجا يحتذى به، لما تتضمنه من دلالاتٍ ودروسٍ يمكن لأصحاب المسؤوليات والقرارات أن تستهدي بها في سياستها وإدارتها للأزمات؛ فمواقفه - حفظه الله - في أزمة الكورونا وفي الأزمات السياسية العنيفة بعدها ليست عنا ببعيدة.
وقراره – حفظه الله – ببناء مساكين للمتضررين من الفيضانات في طوبى بعد مساندتهم بشكل عاجل بمبالغ طائلة لتخفيف وطأتها، يحمل في طياته الكثير من الدلالات: الشعور بالمسؤولية، السعي إلى حلول جذرية للمشكلات، والنظر إلى المآلات دون الاكتفاء بالحلول الجزئية الآنية.
إن في هذا القرار الأخير، كغيرها من قرارات الشيخ، لدرساً بليغا لكل صاحب سلطة – ولو محدودة – على الناس في وقت الأزمات: الوعي بالمسؤولية، والوقوف إلى جانب المحتاجين، واتخاذ الإجراءات الفعالة اللازمة، وإشراك الأطراف المعنية في تسيير جماعي شفاف.
يا ليت قومي يعلمون!
د. سام بوسو عبد الرحمن