الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

قضية شيخ بيتيو Cheikh Bethio وأغراض خفية!


شهدت العاصمة السنغالية، بالأمس الإثنين، مظاهرات عنيفة رافقتها عمليات تخريب لممتلكات عامة وخاصة، من طرف شبان يطالبون بالإفراج عن "شيخ بيتيو تيون  المحجوز منذ شهر أبريل الماضي في ذمة التحقيق في قضية قتل شخصين من أتباعه بقريته دار السلام الواقعة قرب مدينة امبور. وقد تم نقله مؤخراً من معتقل تياس الى سجن داكار المعروف بسجن رباس
 وإثر هذه المظاهرات نشرت الحكومة السنغالية بيانا رسميا تتوعد فيه وتهدد من يحاول النيل من أمن البلد وصدرت تصريحات من موالين للنظام تتهم قوى المعارضة بالتستر وراء القضية لإحداث بلبلة في البلاد لأغراض سياسية.
وبصرف النظر عن ملابسات القضية ودون الدخول في الحكم علي أسلوب تعامل العدالة السنغالية معها أو على شرعية المظاهرات وعدمها، وبعد إدانتي التامة لكافة أنواع العنف وصورها، فإني أشم في الأحداث الاخيرة رائحة الانتهازية ومحاولة استغلالها لأغراض سياسية.
فمنذ أسابيع بدأ نظام الرئيس ماكي سال يواجه، في واقع الامر، مشكلات  حقيقية من جراء بوادر الغليان الذي ظهر في الجبهة الاجتماعية بسبب الارتفاع الملموس في أسعار البنزين والغاز والارتفاع المتوقع في أسعار سلع أخرى كالزيت، أضف إلى ذلك الاضطرابات التي تشهدها جامعة داكار والأحداث التي اندلعت في استاد لبوبول س. سنغور بعد فشل منتخب السنغال في التأهل لنهائيات كاس إفريقيا المقبل. وقد شرعت الانتقادات الموجهة إلى الحكومة الجديدة تزداد حدة يوما بعد يوم.
وأمام هذا الوضع المتأزم الذي أدى إلى تولُّد شعور لدى كثير من أفراد الشعب بأن النظام الجديد يبدي عجزَه عن الوفاء بوعوده في تحسين قواهم الشرائية وإيجاد حلول للمشكلات التي يواجهها البلاد وفشلَه في بيان رؤية مستقبلية واضحة لسياساتها، وجد الحكامُ الجدد - فيما يبدو - مُتَنفَّسا من هذه الأحداث؛ فهي وسيلة لصرف الاهتمام عن الصعوبات الاقتصادية الحادة وإلهاء الرأي العام بقضية أخرى لعدة أيام أو أسابيع على الاقل؛ فغالبا ما ينسى الناس مشاكلهم الأخرى حين يواجهون مشكلات أمنية.
والمتابع لردود الافعال الصادرة حتى الآن يشعر بأن هناك محاولات لتغيير قائمة الأولويات في هذا الظرف لوضع القضية الأمنية في القمة، فعناوين الصحف صباح اليوم تصب كلها في اتجاه واحد : اتهام الحكومة بالتسيب والضعف أمام "التيانتاكون" وتحريض قوات الأمن ... ومن هنا ينتقل الاهتمام من قضية العدالة إلى قضية الأمن، من أصل المشكلة إلى آثارها وعواقبها، وهكذا يندحر جيش المطالب الاخرى المتعلقة بالحياة اليومية للمواطنين لفترة وإن كانت وجيزة. ومن جهة أخرى ينم التشدد الذي اتسم بها بيان الحكومة  عن حرصها على كسب تعاطف شعبي معها في مواجهتها لما يصفها بأعمال تخريبية وعصيان مدني.
فإذا كانت الحكومة والمتحدثون باسم شيخ بيتيو متفقين معا على اتهام جهات أخرى خفية بالوقوف وراء هذه الأحداث المؤسفة، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو: من المستفيد من الوضع؟
فالجواب - عندي - أن النظام هو المستفيد حاليا في الأوضاع، فكأنها هدية جاءته من السماء! والأيام المقبلة هي التي ستضعنا على حقيقة الصورة.
             سام بوسو عبد الرحمن


الجمعة، 12 أكتوبر 2012

الصحفيون والفضائح !

تطالعنا الصحفُ السنغالية في الآونة الأخيرة بأخبار تنقل إلينا فضائح جنسية تخص بعضا من أفرادها المرموقين أو المشهورين. وليس من المستغرب أن تحدث مثل هذه الفضائح في الوسط الإعلامي لأن الصحفيين يمثلون جزءا لا يتجزأ من تكوين المجتمع، وبالتالي يجسدون ويعكسون المثالب الموجودة فيه، ولكن الغريب في الأمر  هو طريقة معالجة الصحافة لمثل هذه الفضائح التي تحدث للمنتمين إليها.
فالصحافيون – كما عوَّدونا - أحرص الناس على البحث عن عيوب الاخرين وأخطائهم وإظهارها على الساحة العامة، عبر الجرائد اليومية والأسبوعية والبرامج الإذاعية التفاعلية. وكثيرا ما يضخمون فضائح تتعرض لها شرائح أخرى في المجتمع وخاصة في أوساط الساسة ورجال الدين ويمطرونها بوابل من الأوصاف القبيحة والاتهامات المعممة، ومن النادر ، في المقابل، أن نراهم يخصصون صفحات أو حلقات لتحليل ظواهر الفساد الخاصة بهم ومناقشتها في وسائل الإعلام، بل يمرون عليها مرور الكرام ويعرضونها على شكل أحداث عابرة لابصفتها ظواهر تستحق التحليل والمناقشة.
ولا أحد ينكر، في الواقع،  أهمية صحافة جادة في مجتمع ديموقراطي، لما يمكن أن تقوم به من دور إعلامي وتثقيفي وتربوي وتوجيهي، غير أنها حين تفتقر إلى مسئولية ومصداقية قد تتحول إلي أداة للإرجاف والتلاعب بالرأي العام وتصبح سلاحا رهيبا في أيدي قوى خفية تسعى للتحكم في مصير البلاد ومقدراتها وتشن حربا ضروسا على القيم الدينية والرموز الوطنية.
                                                                                                  سام بوسو عبد الرحمن

السبت، 15 سبتمبر 2012

الفلم المسيئ للرسول ( ص) ... كيف يكون الرد ؟!

صُدمتُ للغاية حين شاهدتُ مقتطفاتٍ من الفلم الأمريكي المسيئ للرسول، عليه الصلاة والسلام، الذي عُرض عبر الانترنت في الأيام الأخيرة، فأثار ردود أفعال غاضبة ً لدى كثير من المسلمين . 
ويبدو أن هذا الفلم التافه جداً - على رأي نقاد السينما - يمثل حلقة ًمن سلسلة عمليات الإساءة  ضد الاسلام  ورموزه. فلا يجد إنسان عاقل مبررا لمثل هذه المواقف  والمشاعر العدائية ضد الإسلام والمسلمين والتي تدفع أصحابَها الى ارتكاب جرائمَ شنعاءَ في حق رموزه المقدسة، وعلى رأسها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
وليس هناك أي مبدا إنساني تقر حرية الاعتداء على مقدسات دين يعتنقه أكثر من مليار نسمة ( أي أكثر من ٢٣٪ من سكان العالم ). ويلاحظ كل متابع للأحداث  أن هذه الاعتداءات تتخذ أشكالا متنوعة وتستخدم وسائل متعددة، من مؤلفات ورسوم كركاتورية وأفلام سينمائية.
وإذا كانت ردود الأفعال الشعبية العنيفة  تجاه مثل هذ الإساءات مفهومة أحيانا بسبب عفويتها وتلقائيتها،  فمن الضروري أن يكون للمفكرين والعلماء مواقفُ استراتجية مدروسة لمواجهة أعداء الاسلام المتطرفين مواجهةً ملائمة لا تعطيهم قيمة ولا تقدم دعايةً مجانية لافتراءاتهم الشنيعة، بل تسعى لعزلهم وتهميشهم وتأليب عقلاء العالم ضدهم.
فنحن إذا ساهمنا في جعل الإساءة ضد الإسلام ورموزه مفتاحا للشهرة عبر وسائل الإعلام، فإننا بذلك نفتح شهيةَ هؤلاء الأغبياء الذين يدفعهم حبُّ الظهور إلى تعريض حياتهم للخطر في مغامرات طائشة، وخاصة إذا كان هذا الهوسُ مشوبا بالكراهية الشديدة للإسلام والمسلمين.
إن تفجُّر الانفعالات الحادة في مثل هذه الظروف لأمرٌ طبيعي ، ولكن ينبغي  أن يعقبها تفكيرٌ عميق ودراسة جادة لاتخاذ مواقف صائبة وفعالة تكون على مستوى الأحداث وتحفظ للمسلمين كرامتهم.

                                                سام بوسو عبد الرحمن

الجمعة، 27 يوليو 2012

الشيخ أحمد بمب والقرآن الكريم *

في شهر رمضان المبارك  يُعنى كثير من المسلمين بالقرآن الكريم تلاوة وتجويدا وتفسيرا، لأنه الشهر الذي أنزل فيه هدى للناس وبمناسبة هذا الشهر المبارك نعيد مشاركة هذه المقالة التي نستعرض فيها بإيجاز علاقة الشيخ أحمد بمب خديم الرسول (ص) بهذا الكتاب المجيد ليكون  دافعا لنا لمزيد من الاهتمام به. 

الشيخ أحمد بمب والقرآن الكريم
كان الشيخ أحمد بمب رضي الله عنه متميزا في حرصه على القرآن الكريم حفظا وتلاوة ورسما وجمعا وتكريما ورعاية لأهله وعملا بأحكامه، وقد كرس حياته لخدمته واعتبر هذه الخدمة كنزه الذي لا يفنى وميراثه الخالد، يقول:
          قراءتُها كَنْزي وجاهي وعِزَّتي        أُنِلْتُ بها كَوني لدى اللهِ ذا صِدْق1
ويقول أيضا:
       بخِدْمــــةِ القرآن والَحــــديث           يثْـــبُــتُ لا بِذَهَبٍ مَـوْروثي2

الخميس، 5 يوليو 2012

إطلالة على أجوبة الشيخ امباكي بوسو ورسائله*


يُعتبر العلامة الشيخ امباكي بوسو (١٨٦٤- ١٩٤٥) من أبرز الشخصيات العلمية السنغالية في  النصف  الأول من القرن العشرين، وقد كان يُتقن كثيرا من العلوم كالفقه والتوحيد والتصوف والحساب وعلم الفلك وعلوم القرآن، وله في هذه المجالات مؤلفات قيمة ركَّز فيها على احتياجات أهل منطقته دون تطويل ممل أو إيجاز مخل.
كان الشيخ امباكي يتمتع بثقة شيخه الشيخ أحمد بمب بفضل مستواه العلمي والأدبي الرفيع واستقامته الشديدة، ولذا ولَّاه أمر التدريس والإفتاء والقضاء والرد على المراسلات، يقول الشيخ محمد البصوبي في ترجمته " وكان الشيخ ولاه القضاء والإفتاء وإقامة الحدود، وكان يجيب عنه الأسئلة الطارئة من الأقطار والبراوات الصادرة من علماء الأمصار ومكاتبة أهل الدول وغير ذلك من أمور الدين " ، فنهض الشيخ امباكي بهذه المهمة على أحسن وجه، وبذلك خلف لنا تراثا هاما من الفتاوى والأجوبة والرسائل.
وفي هذه العجالة سنحاول إلقاء الضوء بشكل سريع على جانب من تلك الأجوبة والرسائل.

الأربعاء، 27 يونيو 2012

"كرامات الشيخ أحمد بمب خديم رسول الله صلى الله عليه وسلم"... كتابٌ قرأتُه


وُفقتُ لقراءة كتابٍ مُهم لم يُنشر بعدُ، عنوانه "كرامات الشيخ أحمد بمب خديم رسول الله صلى الله عليه وسلم" للشيخ العلامة الدكتور محمد بن أحمد مسكه بن العتيق الباركي اليعقوبي الموريتاني، صاحب كتاب "فتاوى ابن تيمية في الميزانوفي هذه السطور أود أن أعرضه عرضا وجيزا للسادة القراء.

الجمعة، 8 يونيو 2012

مشكلة الشهادة الثانوية لم تُـحَلّ بعدُ!

في الأيام الماضية، حين بدأ الشباب الراغبون في الانخراط في سلك متطوعي التربية يُعدّون ملفاتِهم للترشح في المسابقات التي تنظمها الحكومة لتعيين المتطوعين، أصيب المستعربون منهم بصدمة هائلة وخيبة أمل كبيرة؛ فقد نشرت وزارة التربية السنغالية في ٢٢ مايو ٢٠١٢ إعلانا يفيد بأن الشهادات الثانوية التي تصدرها المدارس العربية الأهلية في السنغال بدون استثناء غير مقبولة ويلغي في نفس الوقت قبول الشهادة الإعدادية في هذه المسابقات. وقد لقي هذا القرار استنكارا شديدا

من كرامات الشيخ أحمد بمب رضي الله عنه ... إصدار جديد لدائرة روض الرياحين

"عُرف  الشيخ الخديم رضي الله تعالى عنه بكراماته الكثيرة التي تناقلتها الركبان، ورواها ثقات عن ثقات في سياقات مختلفة من حياته، ولكن أبرز...