عرفت البشرية
شخصيات كبار قامت بدور بارز في تاريخها
وتركت بصماتها في حياة الأمم في مختلف
الأصعدة, وفي
تاريخ الإسلام رجال لهم تأثير بالغ في
تاريخه بفضل جهودهم الإصلاحية والتجديدية
أو تراثهم العلمي أو أثرهم الروحي.
والشيخ أحمد بمب (
رضي الله عنه)
مؤسس الطريقة المريدية من الشخصيات
الإسلامية التي تبوأت مكانة رفية في
تاريخ الإسلام بإفريقيا جنوب الصحراء .
١-
شخصية الشيخ باعتباره وليا من
أولياء الله
إن لله عبادا
ربانيين آمنوا به واتقوه فاصطفاهم وجعلهم
من أوليائه الذين اختارهم بمشيئته لهداية
البشر ويعد الشيخ الخديم رضي الله عنه
من بين هؤلاء، فقد كان عالما ربانيا عابدا
زاهدا وقد شهد له مشايخ عصره بالولاية
وبكونه نعمة للبشرية جمعاء يقول العلامة
الموريتاني الشيخ سيدي باب
الشيخ
أحمد نعمة أولاها *** هذي
الخلائق كلها مــولاهــا
إنما
الشيخ نعمة أنعم اللــــــــ***ــــه بها
آية من الآيـــــــــــــات
ويشير الشيخ محمد
البشير إلي هذا البعد الروحي مستشهدا
ببيت البوصيري
ألف
النسك والعبادة والخلـــــــ ***ــــــــــوة
طفلا وهكذا النجباء
وهذا الاصطفاء
الالهي مؤيد بالأمداد الإلهية والمواهب
اللدنية التي يعجز العقل البشري عن الإحاطة
بها وإلى ذلك بشير العلامة الم وريتاني
(ابن المعلي)
بقوله
أعيى الورى فهمُ ما للشيخ من مدد ***لو
كان يُفهم معناه فهمناه
أولاه
مولاه مــا أولاه مــــن مـــــدد *** للــــه للـــــه
ما أولاه مولاه !
وفي هذا البعد
تندرج أنواع الخدم التي كان لشيخ يؤديها
لجناب المصطفى – صلى الله عليه وسلم -
وبعض الخصوصيات والكرامات التي يتحدث
عنها شكرا للنعمة كقوله
بان
لكل من له ولايه كوني
لخالق البرايا ءايه
براز
من بارزني براز مـــــن يبارز
المنتقم الباري الزمــن
ففي البيت الأخير
تلميح إلي الحديث القدسي الذي رواه البخاري
في صحيحه " من
عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب "
ولبروز هذا البعد
الروحي لا يتجاوزه كثير من الناس في نظرتهم
للشيخ بل يتضايقون أحيانا من إثارة البعد
الإصلاحي والتجديدي في شخصيته مع أن هذا
لأخير هو الأكثر حضورا في كتاباته وحياته
العملية ويمكن اعتبار البعد الأول تأييدا
للثاني وتمكينا له.
٢-
شخصية الشيخ الخديم باعتباره
مجددا للدين ومصلحا للأمة
لما أنزل الله
الإنسان على ظهر الأرض لم يتركه هملا بل
أرسل إليه رسلا لهدايته إلى سبيل النجاة
رحمة به قال تعالى :
وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا "
وختم هذه الرسالة برسالة محمد صلى
الله عليه وسلم
وجعل الأمة
المحمدية خير أمة أخرجت للناس لتقوم بمهمة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخصها
بمن يجدد لها دينها ويعد الشيخ من مجددي
الأمة الذين أعادوا إحياء العلوم الشرعية والمنهاج النبوي بأسلوب تربوي فريد من نوعه يعيد إلى الأذهان أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم في تربية اصحابه رضوان الله عليهم.
وجاءت مهمة الشيخ
التجديدية في وقت كانت الأمة في أشد الحاجة
إليها عقديا وروحيا واجتماعيا وثقافيا،
وهو يصرح بهذه المهمة قائلا
دين
سوى إسلامه لا يحمد*** عند
الله وبــــــه نــــجدد
للمصطفي
نويت ما يجـــدد *** سنته
الغرآ وإني أحمــد
بنى الشيخ منهجه
التربوي وكون قادة أكفاء نهضوا بمهمة
نشر دعوته وتربية أتباعه على الإيمان
والإسلام والإحسان.
وقام بإصلاح اجتماعي منقطع النظير،
وخلف تراثا ثريا من التعاليم تصلح لتكون
أساسا لنهضة المجتمع.
وقدكان في تجديده
مظهرا لقيم الإسلام العالمية التي كان
كثير من المسلمين قد ابتعدوا عنها وأصبحوا
يعيشون دينهم بشكل سطحي ومجزأ
٣ شخصية الشيخ
الخديم باعتباره تجسيدا لقيم الإسلام
العالمية
والشيخ في تجديده
للدين وجهاده لرفع راية الإسلام جسد قيما
إسلامية رفيعة كالإيمان القوي والثقة
بالله والرحمة بالخلق ومحبة الخير والسلامة
للجميع.
الإيمان بالله
فإيمانه القوي
تجلي في جميع مراحل حياته، فقد تعرض لمحن
جلى من قبل أعدائه ولم يتزعزع عن إيمانه
قيد أنملة، ولم يرج أويخش غير الله.
ولم يتنازل عن مبدإ من مبادئه على
الرغم من شدة الابتلاءات وعمليات الاضطهاد.
نية الخير
كان الشيخ ينوي
الخير للبشرية جمعاء دون تمييز تراه رضي
الله عنه يبتهل إلى الله قائلا
اجعل
حياتي نفع أهل زمني *** وغيرهم
ولي كن بأمــــن
وقد ربى أتباعه
على ذلك، يقول في إحدى وصاياه "إن
السلامة والعافية في الدنيا والآخرة
يتولدان من نية الخير وقول الخير وفعل
الخير وملازمة أهل الخير،فقال :
انوِ وقُلْ وافعَلْ
ولازم تَسلم *** مُكرَّما
رُم العُلَى بكَلِمِي
السلام
أما اهتمامه بنشر
السلام فقد ظهر بشكل جلي في منهجه الدعوي
ووسائل جهاده ومعاملته مع أعدائه وتربيته
لأتباعه، فقد اختار جهادا سلميا وسائله
" العلم والتقى
" وقدم درسا
في العفو عمن ظلمه واضطهده وربى أتباعه
على هذا النهج.
فهذه أبعاد ثلاثة
متداخلة ولكنها متميزة بعضها عن بعض،
وقلما ينظر الباحثون إلى شخصية الشيخ
الخديم رضي الله عنه نظرة شمولية تأخذ
في عين لاعتبار هذه الأبعاد المختلفة .
أما الخطاب الشعبي فهو يركز على البعد
الأول على حساب البعدين الأخيرين ، وفي
المقابل يميل كثير من المثقفين إلى
البعدين الإصلاحي والأخلاقي .
وقد آن الأول لتوجيه الخطاب المريديي
إلى تبني النظرة الشمولية لحياة الشيخ
رضي الله عنه ونفعنا به.
ردحذفاخبار سيارات
سعودي اوتو
السلام عليكمورحمة الله وبركاته
ردحذفاخى وشيخى الفاضل سام بوسو ، ارجوا الله ان تكون فى تمام الصحه والعافيه منه تعالى
بارك الله فيك على ماتنشره عبر مدونتك التى احب الاطلاع على جديدها وقديمها .
انا اخاً لك من ليبيا اتمنى ان اجد الطريقه التى اتواصل بها معك لاعرف الكثير عن شيخى الحاج احمد بامبا وكيف الوصول الى مقامه كزائرا .
ارجو ان تتركلى رقم هاتفك وعنوانك بالبريد الالكترونى ( الايميل ) .
ولك منى كل الوذ والاحتارم .
مصباح بن جبريل
ليبيا
السلام عليكم
ردحذفأخي الفاضل نشكركم على نتابعتكم لمدونتنا وسنكون سعداء بالتواصل معكم إن شاء الله ويمكنكم إرسال رسالة إلى صندوق بريدنا الألكتروني عبر المدونة لنتواصل