بعد خمس سنوات فقط من العمل، فتح منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة أبوابَ أملٍ جديدٍ لتصحيح وتقويم كثير مما اعوجَّ في مسار الأمَّة الإسلامية والعائلة الإبراهيمية في القرون الأخيرة، من ناحية المفاهيم والأفكار والتصوُّرات، كما فتح قنوات التلاقي بين العالَمين الإسلامي والغربي، من خلال تحالفٍ لـ"أولي البقية" أو عقلاء البشرية يرعى القيمَ السامية على ظهر البسيطة.
بعد تشخيصٍ دقيقٍ لأحوال المجتمعات المسلمة وأوضاع العالم المعاصر، وما فيها من مفاهيم مغلوطة، وصراعات دموية، واستقطابات عنصرية، سعى المنتدى لوضع أسس علمية لبناء صرح فكري يأوي إليه أصحاب الهمم العليا من الأديان والثقافات المختلفة لاتخاذ مبادارات عملية في مجال حماية الحقوق ورعاية الضعفاء ونزع فتيل الصراعات في العالم.
وكان النجاح الذي حققه المنتدى في فترة قياسية يستند إلى رؤية سديدة، ووعي عميق، وفكر منير، وحس إنساني مرهف، لمؤسسه العالم الرباني الفقيه الأصولي الشيخ عبد الله بن بيه الذي سخَّر كل إمكاناته وخبراته لنسف الأفكار الهدامة وإحياء القيَم البناءة لصالح المجتمعات المسلمة وأبناء البشرية جمعاء.
وانطلاقاً من تأثيث الفضاء المعرفي بمفاهيم السلم من حيث التأصيل والتنزيل في سنة ٢٠١٤م، عُني المنتدى بتفكيك بنية الخطاب المتطرف ومعالجة الخلل المنهجي بجميع تمظهراته، وتلت هذه المرحلةَ عمليةُ تصحيح وصياغة المفاهيم الشرعية عبر تصحيح المفاهيم المفجرة.
وقد زاوج المنتدى بين المجال التنظيري والمجال التطبيقي في جهوده لتحقيق السلم وحماية الحقوق؛ فكان وراء " إعلان مراكش سنة ٢٠١٦م، حول حقوق الأقليات الدينية، بناء على وثيقة المدينة المنورة، فانبثق من هذه الجهود تيارٌ للسلم شمل الديانات الإبراهيمية، تمخض عن قوافل السلام الأمريكية وإعلان واشنطن لتحالف القيم سنة ٢٠١٨.
وفِي سنة ٢٠١٩ وقَّع ممثلون للعائلة الإبراهيمية على ميثاق" حلف الفضول العالمي الجديد" بمناسبة الملتقى السادس لمنتدى تعزيز السلم في أبوظبي، ويُمثل هذا التوقيعُ حدثا عالميا تاريخيا سوف تمتد آثاره على الأجيال القادمة إذا تَحققت الأهداف المرجوة منه. وقد استوحى هذا الميثاق حلف الفضول الذي شهده الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وكان من أجل الدفاع عن حق المظلوم وإعانة المحتاج ونحوهما من القيم الإنسانية؛ وقد قال عنه «لقد شهدتُ فِي دَار عبد الله بن جدعَان حلفا، لَو دُعيتُ بِهِ فِي الْإِسْلَام لَأَجَبْتُ».
وقد لقي منتدى تعزيز السلم، بفضل أصالة رؤيته وانفتاح مقاربته، قبولا وترحيبا من العلماء والباحثين والمفكرين في مختلف أنحاء العالم وخاصة في إفريقيا جنوب الصحراء.
ففي شهر مايو ٢٠١٨ نظم المنتدى في دكار عاصمة السنغال يوما دراسيّاً حول "الأسس المنهجية لثقافة السلم عند معالي العلامة الشيخ عبد الله بن بيه حاجة لتعزيز التعايش السلمي في السنغال".
ومن خلال المحاضرات والمعارض والكتب الموزعة والنقاشات حول فكر العلامة بن بيّه تجَلَّى اهتمامُ المفكرين والباحثين بالمقومات الكامنة في هذا الفكر التجديدي والتي من شأنها تصحيح كثير من المفاهيم المحرفة الخطرة على أمن واستقرار المجتمعات، وكان من بين المطالب في هذا اللقاء أن تكون تلك المبادرةُ انطلاقةً لنشر ثقافة السلم وتعزيزها في المنطقة بأسرها.
ويمثل ميثاق حلف الفضول الذي صدر في ديسمبر ٢٠١٩ بأبوظبي ضمن فعاليات الملتقى السادس للمنتدى أرضية صلبة لوضع استراتجيات فعالة في تعزيز قيم السلم والتسامح وخاصة من خلال المنظومات التربوية، كما ظهر ضمن توصيات الملتقى.
يمكن القول في نهاية المطاف بأن منتدى تعزيز السلم صحّح كثيراً من المفاهيم، وغيّر نظرة العديد من غير المسلمين نحو الإسلام، وفتح مجالا واسعا للتعاون بين الحريصين على السلام العالمي على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم، وأصبح يتمتع بدور ريادي في نشر ثقافة السلم.
بعد تشخيصٍ دقيقٍ لأحوال المجتمعات المسلمة وأوضاع العالم المعاصر، وما فيها من مفاهيم مغلوطة، وصراعات دموية، واستقطابات عنصرية، سعى المنتدى لوضع أسس علمية لبناء صرح فكري يأوي إليه أصحاب الهمم العليا من الأديان والثقافات المختلفة لاتخاذ مبادارات عملية في مجال حماية الحقوق ورعاية الضعفاء ونزع فتيل الصراعات في العالم.
وكان النجاح الذي حققه المنتدى في فترة قياسية يستند إلى رؤية سديدة، ووعي عميق، وفكر منير، وحس إنساني مرهف، لمؤسسه العالم الرباني الفقيه الأصولي الشيخ عبد الله بن بيه الذي سخَّر كل إمكاناته وخبراته لنسف الأفكار الهدامة وإحياء القيَم البناءة لصالح المجتمعات المسلمة وأبناء البشرية جمعاء.
وانطلاقاً من تأثيث الفضاء المعرفي بمفاهيم السلم من حيث التأصيل والتنزيل في سنة ٢٠١٤م، عُني المنتدى بتفكيك بنية الخطاب المتطرف ومعالجة الخلل المنهجي بجميع تمظهراته، وتلت هذه المرحلةَ عمليةُ تصحيح وصياغة المفاهيم الشرعية عبر تصحيح المفاهيم المفجرة.
وقد زاوج المنتدى بين المجال التنظيري والمجال التطبيقي في جهوده لتحقيق السلم وحماية الحقوق؛ فكان وراء " إعلان مراكش سنة ٢٠١٦م، حول حقوق الأقليات الدينية، بناء على وثيقة المدينة المنورة، فانبثق من هذه الجهود تيارٌ للسلم شمل الديانات الإبراهيمية، تمخض عن قوافل السلام الأمريكية وإعلان واشنطن لتحالف القيم سنة ٢٠١٨.
وفِي سنة ٢٠١٩ وقَّع ممثلون للعائلة الإبراهيمية على ميثاق" حلف الفضول العالمي الجديد" بمناسبة الملتقى السادس لمنتدى تعزيز السلم في أبوظبي، ويُمثل هذا التوقيعُ حدثا عالميا تاريخيا سوف تمتد آثاره على الأجيال القادمة إذا تَحققت الأهداف المرجوة منه. وقد استوحى هذا الميثاق حلف الفضول الذي شهده الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وكان من أجل الدفاع عن حق المظلوم وإعانة المحتاج ونحوهما من القيم الإنسانية؛ وقد قال عنه «لقد شهدتُ فِي دَار عبد الله بن جدعَان حلفا، لَو دُعيتُ بِهِ فِي الْإِسْلَام لَأَجَبْتُ».
وقد لقي منتدى تعزيز السلم، بفضل أصالة رؤيته وانفتاح مقاربته، قبولا وترحيبا من العلماء والباحثين والمفكرين في مختلف أنحاء العالم وخاصة في إفريقيا جنوب الصحراء.
ففي شهر مايو ٢٠١٨ نظم المنتدى في دكار عاصمة السنغال يوما دراسيّاً حول "الأسس المنهجية لثقافة السلم عند معالي العلامة الشيخ عبد الله بن بيه حاجة لتعزيز التعايش السلمي في السنغال".
ومن خلال المحاضرات والمعارض والكتب الموزعة والنقاشات حول فكر العلامة بن بيّه تجَلَّى اهتمامُ المفكرين والباحثين بالمقومات الكامنة في هذا الفكر التجديدي والتي من شأنها تصحيح كثير من المفاهيم المحرفة الخطرة على أمن واستقرار المجتمعات، وكان من بين المطالب في هذا اللقاء أن تكون تلك المبادرةُ انطلاقةً لنشر ثقافة السلم وتعزيزها في المنطقة بأسرها.
ويمثل ميثاق حلف الفضول الذي صدر في ديسمبر ٢٠١٩ بأبوظبي ضمن فعاليات الملتقى السادس للمنتدى أرضية صلبة لوضع استراتجيات فعالة في تعزيز قيم السلم والتسامح وخاصة من خلال المنظومات التربوية، كما ظهر ضمن توصيات الملتقى.
يمكن القول في نهاية المطاف بأن منتدى تعزيز السلم صحّح كثيراً من المفاهيم، وغيّر نظرة العديد من غير المسلمين نحو الإسلام، وفتح مجالا واسعا للتعاون بين الحريصين على السلام العالمي على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم، وأصبح يتمتع بدور ريادي في نشر ثقافة السلم.
سام بوسو عبد الرحمن
مفتش التعليم العربي بوزارة التربية في السنغال
مفتش التعليم العربي بوزارة التربية في السنغال
مقالات ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق