
**************** الحق ثابتٌ وأما الباطلُ ******** وإن علا فزاهقٌ وسافلُ ****************
الثلاثاء، 5 يوليو 2022
زيارة وفد من مجلس حكماء المسلمين لطوبى

الجمعة، 17 يونيو 2022
الضيافة التاريخية للشيخ الخديم (رضي الله تعالى عنه)في دار السلام... نظرة تأملية
إن الشيخ الخديم رضي الله تعالى عنه قضى سبع سنوات وبضعة أشهر في جزر الغابون، بعد أن حكمت عليه سلطات الاحتلال الفرنسية بالنفي ظلماً وزوراً، وكان الشيخ رضي الله تعالى قد بايع الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم بخدمته وبالجهاد في إحياء سنته، وعانى محنا لا يتصورها العقل؛ فقد خلت قصوره، وتفرق أهله، وتشتت شمله وتعرض مريدوه للاضطهاد والمضايقة، كما وصف هذا الوضع الأليم بنفسه:
قصوري خلت والأهل عني تقرقت لمدح الذي عنه المديح قصير[1]
وكان هذا التغريب شديدَ الوقْع على أهله ومريديه وعميقَ الأثر في نفوسهم، يقول الشيخ امباكي بوسو في وصف ذلك الخطب:
إنا دُهمنا بخطْبٍ ما تهدُّ له صمُّ الجبال الرواسي أيما هدد[2]
وكان الشيخ من جانبه يتحمّل محنته بالصبر والرضى والشكر، وكان يبتهل إلى الله أن يعجِّل الله أوبته ويجعلها سببا لسعادة لقومه، يقول رضي الله تعالى عنه:
اجعل رجوعي إلى قومي سعادتنا ولتكفنا يوم جمع الخلق نيرانا[3]
وبعد أكثر من سبع سنوات من المحن والمعاناة، يسر الله تعالى رجوع الشيخ إلى وطنه بين أهليه ومريديه الذين كانوا قد استوحشوا بغيبته، وتشتتوا، ولزموا بيوتهم.
نزل الشيخ في الحادي عشر من شهر نوفمبر ١٩٠٢م (شعبان ١٣٢٠هـ) في ميناء دكار وسط أمواج عارمة من الفرح والسرور، ثم غادرها متوجها إلى سانت لويس، ومنها إلى دار السلام، مرورا بعدد من قرى مريديه ومنازلهم، إلى أن وصل إليها في شهر شوال، وهي القرية الأولي التي كان قد أسسها، وأبقى فيها أخاه الشيخ سيدي مختار مع عدد من أتباعه الأوائل، ونزل فيها في ضيافة مريده وأخيه الشيخ سيدي المختار.
وكانت عودة الشيخ إلى دار السلام مناسبة مهمة في تاريخ المريدية، احتفى بها جميع المريدين، وتولَّى أخوه الشيخ سيدى المختار شأن ضيافته، وأنفق فيها أموالا طائلة؛ فخلال أسبوع، نحر وذبح من الإبل، والبقر، والغنم، والدجاج وغيرها ما عجزت الألسنُ عن وصفها، واجتمع في دار السلام طيلةَ هذا الأسبوع عددٌ كبير من الشيوخ، والمريدين، والأهل، والاقارب، من أجل زيارة الشيخ والاحتفاء به.
وقد خلَّد الشعراء والقصاصون هذا الحدث التاريخي ووصفوه بأجمل الأساليب وبأدق التفاصيل. وأبدع المؤرخ الشيخ موسى كاه في مرثيته لمام شيخ أنت في وصف ما قام به من أنواع والإكرام والقرى. وعلى الرغم من هذا الاهتمام بالمناسبة لم يتم التطرق – فيما نعلم - إلى ما يكمن وراءها من دلالات يمكن الوقوف عليها إذا أمْعَنَّا النظر في سياقها التاريخي وفي الظروف التي وقع فيها.
إن أول ما يتبادر إلى الأذهان هو ما في هذه الضيافة من التعبير عن الشكر، والامتنان، وعن مشاعر الفرحة، والابتهاج بقدوم الشيخ الخديم رضي الله تعالى عنه بعد غيبته الطويلة، حيث كان أهلُه ومريدوه يشتاقون إلى رؤيته أشدَّ الاشتياق، وطال انتظارهم لعودته، كما نفد صبرهم. وإلى جانب هذا المعنى، كان لقاء الشيخ بمريديه وأهله في دار السلام في تلك الأجواء الروحية والاحتفالية يحمل، في نظري، دلالة واضحة على انتصار المشروع الخديمي وفشل المشروع الاستعماري.
إن مشروع الاحتلال الفرنسي من نفي الشيخ إلى جزر نائية مثل الغابون ومن تفريق مريده كان، في حقيقة الأمر، يتمثل في وأد دعوته وإيقاف مشروعه التربوي الذي بدأ مفعولها يظهر في سلوك مريديه، وكانت الضيافة في دار السلام بمثابة إعلان فشل مخططات هؤلاء المحتلين؛ فها هو الشيخ يلتقي من جديد بمريده وأهله في أجواء إيمانية عارمة، وكان ذلك تعبيراً عن الاحتفال بانتصار الإيمان على الكفر، والحق على الباطل، والحرية على الاستبداد.
ومن ناحية الأخرى كان اللقاء في دار السلام مناسبةً للمِّ شمل المريدين وإعادة الثقة والطمأنينة في نفوسهم، وفرصةً للتواصل بين شيوخ الطريقة، بعد أن تعرضوا للتفريق من قبل سلطات الاحتلال، وعانوا من اضطهاد الأمراء المحليين. فقد اضطر كثير منهم إلى العزلة في منطقته تجنبا لمضايقات المحتلين. وقد وصف العلامة الشيخ امباكي أحد كبار المريدين هذه الظروف الصعبة، وما عانى فيها المريدون العُزَّل الذين لم يكونوا يعرفوا سوى الاشتغال بالعلم، والعبادة، والعمل في حقولهم، يقول رضي الله تعالى عنه:
تخريـب دور وإجلآ معشـر كشف ميـل معا زيل لا يرجون غـير غد
لا يعرفون سـوى غشيان مسجدهم أو درس ألواحهم والحرث بالجرد
قـد عاجلوهم بتنكيل على تهـم لم تـرو إلا عن أعداء لهـم حسد
كم صبية وذوات الخدر ضائعة بنفي شخـص ولم يفعل ولم يـرد[4]
وأخيرا، عاشت الطريقة المريدية أياماً عصيبةً في تلك السنوات السبعة، شلَّت نوعاً ما حركتها وكادت تؤدي بحياتها لولا عون الله تعالى وعزيمةُ شيوخها أمثال الشيخ إبراهيم فاط، والشيخ أحمد دومبي، والشيخ أنت امباكي، والشيخ محمد جارة، والشيخ إبراهيم فال، والشيخ امباكي بوسو، والشيخ عبد الرحمن لوح، وغيرهم من الشيوخ الذين بذلوا النفس والنفيس في حماية أسرة الشيخ وفي التمسك بمنهجه والتشبث بتعاليمه. وكان الاجتماع والتلاقي في دار السلام بمثابة ولادة جديدة للطريقة عززت المعنويات وقربت المتباعدين وأذكت حماسة الأتباع وهيأتهم لتحمُّل غيبة الشيخ رضي الله تعالى عنه في موريتانيا.
فهذه جوانب مغيبة في الحديث عن هذه المناسبة أثيرها هنا لتحفيز الباحثين على إعادة النظر فيها، وتخصيص دراسات واسعة حولها وحول آثارها في حياة الطريقة فيما بعدها.
د. سام سوسو عبد الرحمن
[1] من قصيدة للشيخ أحمد الخديم رضي الله تعالى عنه، ومطلعها
أسير مع الأبرار حين أسير وطن العدى أني هناك أسير
[2] من قصيدة للشيخ امباكي بوسو موجهة إلى الحاكم العام ومطلعها
قل للأمير ولا ترهبك هيبته إن المهابة خدن العدل والسدد
[3] [3] من قصيدة للشيخ أحمد الخديم مقيدة بحروف قوله تعالى " ولقد كرمنا بني آدم إلى آخر الأية
[4] من قصيدة للشيخ امباكي بوسو موجهة إلى الحاكم العام ومطلعها
قل للأمير ولا ترهبك هيبته إن المهابة خدن العدل والسدد
الخميس، 5 مايو 2022
"الخدمة في فكر الشيخ أحمد بمبا ..." مؤلف جديد للدكتور خادم سيلا
الثلاثاء، 3 مايو 2022
إنه سراج منير !
الثلاثاء، 19 أبريل 2022
ديوان سعادات المريدين في أمداح خير المرسلين، إصدار جديد للرابطة الخديمية
في واقع الأمر، تُعتبر مؤلفاتُ الشيخ أحمدَ الخديم من أروع ما كُتب باللغة العربية وأثراه شكلاً ومضمونا، أسلوبا ومعنى، في مجالات مختلفة شرعية وأدبية، ويُعد الشيخ ضمن أكثر المؤلفين إنتاجاً في القرن الرابع عشر الهجري. يقول الفيلسوف الألماني مراد هوفمان، في معرض حديثه عن "بوارق العبقرية الإسلامية" إن ذاكرة التاريخ حفظت أسماء شخصيات لها وزنُها مثل الهندي العلامة الشيخ ولي الله والشيخ محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية، والشيخ أحمد بمب في السنغال[1].
ولكن هذه الكتابات البالغة الروعة ظلت إلى حدٍّ ما محصورة بين أيدي مريديه وقلةٍ من باحثي العالم الإسلامي، على الرغم من الجهود التي بذلها أبناؤه وكبار أتباعه في طباعتها ونشرها؛ لأن مؤلفات الشيخ وقصائده كانت وما زالت تنسخ باليد، وتطبع بالخط المغربي الإفريقي الذي لا يتداول إلا نادرا في خارج منطقة شمال إفريقية وغربها.
فقد أحدثت الرابطة نقلة نوعية، على غرار دائرة روض الرياحين، بعنايتها بكتابات الشيخ وبطباعتها طبعات دولية؛ فبعد صدور "ديوان العلوم الدينية"، جاء ديوان "سعادات المريدين في أمداح خير المرسلين" ليؤكد هذا التحول النوعي في طريقة نشر التراث المريدي بصفة عامة وكتابات شيخنا أحمد الخديم بصفة خاصة على مستوى العالم، وهو تحول يتمُّ بتشجيع ومباركة ودعم من سماحة الخليفة الشيخ محمد المنتقى حفظه الله تعالى وأيده ونصره، وسدد خطى هذه الرابطة وبارك في جهودها.
الخميس، 24 مارس 2022
زيارة وفد رفيع المستوى من الطريقة النقشبندية لمدينة طوبى
فيديوهات الزيارة عن الزيارة
مقالات ذات صلة
الحركة الدبلوماسية المكثفة في طوبى ودلالاتها
الاثنين، 7 مارس 2022
الحركة الدبلوماسية المكثفة في طوبى ودلالاتها
من كرامات الشيخ أحمد بمب رضي الله عنه ... إصدار جديد لدائرة روض الرياحين
"عُرف الشيخ الخديم رضي الله تعالى عنه بكراماته الكثيرة التي تناقلتها الركبان، ورواها ثقات عن ثقات في سياقات مختلفة من حياته، ولكن أبرز...








.jpeg)
