كان هذا المشروع التربوي الكبير أول مباردة قام بها الشيخ محمد المنتقى بعد وصوله إلى خلافة الطريقة المريدية، بهدف تحقيق رغبة الشيخ أحمد الخديم مؤسس الطريقة في إنشاء مدرسة في طوبى تكون قبلة لطلبة العلوم الشرعية واللغوية وغيرها من العلوم النافعة.
وقد تطور المشروع بشكل سريع بفضل عزيمة الشيخ الخليفة وعنايته الفائقة به وبفضل استجابة جميع المريدين ومسارعتهم إلى الإسهام في تحقيقه، وفي خلال أربع سنوات تـمَّ ّإنجاز أكثر من ثمانين بالمائة من أعمال المشروع وأصبحت بداية الدراسة فيها أمرا ممكنا.
ويدخل هذا الصرح العلمي في عداد المشاريع الكبيرة التي أنجزها المريدون بقيادة زعامتهم ابتداء من تشييد المسجد الجامع في جوربل في عهد الشيخ الخديم رضي الله تعالى عنه، ومسجد طوبى الكبير إلى بناء مسجد مسالك الجنان في العصمة دكار مرورا بمدّ السكة الحديدية من جوربل إلى طوبى وإنشاء مزارع خلكوم الواسعة. ولكن طبيعة هذا المشروع التربوي تختلف عن طبيعة المشاريع الأخرى التي كان التحدي الأكبر فيها يتمثل في إنجاز المرافق، فهذا الأخير مؤسسة يتطلب تسييرها جهوداً تفوق جهود بناء مرافقها.
ومن هنا يكون التحدي الماثل أمامنا الآن -كما تجلّى في خطاب شيخنا محمد المنتقى حفظه الله تعالى في يوم الافتتاح- هو حشد جميع الإمكانيات والكفاءات والخبرات الجاهزة التي تزخر بها المريدية لتوفير ما يلزم من الموارد البشرية، والوسائل المادية، والتنظيم المحكم، والأفكار النيرة، من أجل تحقيق غايات هذا المجمع، وهي غايات مستمدة من منهج الشيخ الخديم وفكره، وفي تحققها مصلحة للأمة الإسلامية وللبشرية جمعاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق