الاثنين، 17 نوفمبر 2014

الملتقى العالمي الثاني حول التصوف بعنوان "أيّ دور للتصوف في حياة الأمة الإسلامية ؟"

في إطار الفعاليات الثقافية الجارية بمناسبة الاحتفاء بالذكرى السنوية لتغريب مولانا الإمام الشيخ أحمد بن محمد بن حبيب الله البكي عبد الله وخديم رسوله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه مؤسس الطريقة المريدية في السنغال تقيم اللجنة المنظمة الدورة الثانية للملتقى الصوفي العالمي حول موضوع "أي دور للتصوف في حياة الأمة الإسلامية ؟"في الفترة ٢٢-٢٦ نوفمبر ٢٠١٤م (٢٨ محرم – ٠٣ صفر ١٤٣٦هـ).

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

الشيخ صالح مُربٍّ ومُجدد!

كثير من الرجال المؤثرين في تاريخ مجتمعاتهم لا يتم اكتشاف أبعاد شخصيتهم بأكملها إلا بعد رحيلهم، ودور الأجيال التالية تجاه مثل هؤلاء  يكمن في استكناه سر تأثيرهم في حياة الناس واستخلاص نتائج تجاربهم وملامحها لصياغة نماذج تُحتذي بها من أجل تخليد أعمالهم وبلوغ الغاية التي كانوا يصبون إليها.

والشيخ صالح امباكي رضي الله عنه من الشخصيات التي تركت بصماتها في حياة المسلمين في هذا القطر، وقد عُرف عالما تقيا ورعا زاهدا في الدنيا وخبيرا بشؤونها ومربيا من طراز فريد، وقد ظهرت للعيان جهوده وإنجازاته في الحقل التربوي، ولكن البعد التجديدي من تربتيه لم يحظ بالقدر الكافي من الدراسة والاهتمام.  ويُخيل إليَّ أننا لم نستوعب بعدُ حقيقةَ تجديده للنهج التربوي الخديمي ولم نُظهر ملامحَ هذا التجديد ولم نقف على كنه رؤيته التربوية.


فطيلة عقود من الزمن عُرف الشيخ صالح رضي الله عنه، من خلال "دَاراته" (أماكن معدة للتربية والتعليم)  المتناثرة في ربوع السنغال أمثال كُتْ gott وانجبندل ndiapp ndal و اندوكا Ndoka وغيرها،  باهتمامه البالغ بتربية المريدين تربيةً مبنية على منهج الشيخ الخديم رضي الله عنه حتى بلور تجربة متكاملة لها نتائج متحققة وملموسة وملامح متميزة. 

ولما وصل إلى سدة خلافة المريدين شرع في وضع هذه التجربة على متناول الجميع لتطبيقها على نطاق واسع. فقد كانت مزارع خلكوم khelkom مجالا لتطبيق هذا النموذج تطبيقا يشارك فيه كافة أطياف المجتمع المريدي من مشايخ وأتباع. فلم تكن المحصولات الزراعية في واقع الأمر الهدف الأساسي من إنشاء هذه الدارات بل كان الغرض منه تطبيق المنهج التربوي الخديمي المتكامل من خلال  توفير بيئة مهيأة لبناء النإنسان عقديا وروحيا وعاطفيا وعقليا وجسميا واجتماعيا، ومن وظائف هذه البيئة أنه:

- يتلقى فيها المتربي تعليما يُزوده بكفاءة علمية حقيقية، وقد تجلت فعالية هذا التعليم في الإنتاج العلمي الغزير للخريجين في معاهد خلكوم، فهناك مؤلفات في أصول الفقه والبلاغة والمنطق وغير تشهد على صلاحية المنظومة التعليمية وجودتها.   

- تسهل أجواؤها الروحية للمتربين عملية التصفية والتزكية؛ فتصميم المنازل خاضع لمقتضى هذه التربية الروحية حيث يحتل المسجد محل الصدارة وبجانبه ساحة تحتضن حلقات الذكر وإنشاد القصائد، ومسكن النسوة منفصل عن مسكن الرجال. ونظام الحياة فيها  محكم ومقولب بقالب الآداب المريدية تتجلى فيه قيمة القيادة والاقتداء وفعاليتهما.  

- تمثل الحقول ميادين  للتكوين العملي و مختبرات لإعداد عينات تنمو وفقا لرؤية الشيخ في مجال العمل : الإتقان والتضحية والمثابرة والانضباط والتواضع وغيرها من القيم التي ينبغي أن تصبغ سلوك المريد في عمله 

فعلى ضوء ما ذكرناه يمثل نهج الشيخ صالح في التربية تجسيدا للثالوث الخديمي:
      جمالكم علمٌ وسعيٌ وأدبْ  *** فلازموه تُكفَ عنكم الودَب

ولم يُخف الشيخ صالح مشروعه التجديدي في خلكوم فقد أعلن أنه يريد إحياء منهج الشيخ في التربية من خلال تطبيقه على العينة التي تجمعت في هذه البقعة من الأرض على مرأى ومسمع بل ومشاركة جميع المريدين. 

وقد كان لهذا المشروع التجديدي  في حقيقة الأمر أثرٌ واضحٌ في حياة المريدين بصفة عامة؛ فقد ظهر اتجاه جديد نحو  العودة إلى الحقول وإحياء القرى وربط المريدين المدنيين بالأرياف من خلال الحملات الموسمية للعمل في مزارع خلكوم وتجددت روح الخدمة في عقلية الأتباع المريدين  إلا أن الرؤية الشمولية لهذا المنهج لم تستوعب بشكل كامل  حيث طغى جانب العمل والإنتاج على جانب التربية والتعليم في الوعي الجماعي المريدي. 

نرى أنه بعد سنوات  قليلة من بدء العمل في خلكوم تجلت ظاهرة العودة إلى إنشاء القرى أو إحيائها من قبل الشيوخ  ولكن هذه القرى لم تستنسخ النموذج الخلكومي الشمولي للتربية والتعليم والتكوين المهني في أغلب الأحيان ولم تنسج على منواله  وإن حرص بعض المنشئين على فتح مدارس قرانية فيها.  

إن مستقبل المجتمع المريدي باعتباره مجتمعا  ناهضا ساعيا لتحقيق النمو المادي والروحي لجميع أفراده مرهون في نظري ببناء منظومة تربوية أصيلة على ضوء الرؤية الخديمية التي حاول الشيخ صالح رضي الله عنه تجسيدها من خلال دور خلكوم.

 وهنا أتساْل : هل يوجد ما يفيد بأن النموذج الخلكومي مستوعب على حقيقته؟ وهل هناك جهود تبذل لتعميمه وتخليده؟
   بقلم سام بوسو عبد الرحمن
مقالات ذات صلة 

الاثنين، 8 سبتمبر 2014

قراءة في زيارة الرئيس ماكي صال للشيخ سيدي المختار امباكي

تناقلت الصحف السنغالية هذه الأيام زيارةً قام بها رئيس الجمهورية إلى كر انغاندا Keur Nganda حيث يقيم الشيخ سيدي مختار الخليفة العام للطريقة المريدية، كما ذكرت نبأ زيارة سبقتها بـ ٢٤ ساعة قام بها السيد إدريس سك أحد زعماء المعارضة الذي قيل بأنه ذهب لمبايعة الخليفة !

الأربعاء، 13 أغسطس 2014

غايات تربوية من منظور الشيخ الخديم (رضي الله عنه)

قال الشيخ الخديم رضي الله عنه:
ولْتقصِدوا أَربعةً عند ابْتِدا          تعلّمٍ لكيْ تَفوزوا بالهـــــدى
أولُها الخروجُ من ضَـلال           والثان نفعُ خلقِ ذِي الجَلال
ثالثُها الإحيـــــــاءُ للعُلـومِ            والـرابعُ الْعملُ بالعُلـــــومِ
                             **   **  **
في هذه الأبيات الثلاثة من "مغالق النيران"  يُرشد الشيخ الخديم رضي الله عنه الساعين إلى طلب العلم نحو مبدأ مهم في التعلم وهو تحديد الأهداف قبل الانطلاق، يوجّههم نحو أهداف أربعة  يجب عليهم توخِّيها في سعيهم لطلب العلم إذا أرادوا النجاح والفوز بالمطلوب لأن الأهداف هي المنار الذي يُنوِّر الطريقَ للمتعلم ليهتدي ولا ينحرف عن بلوغ غاياته.
 وقد حدد الشيخ هذه المقاصد بأربعة وهي : الخروج من الضلال ونفع الخلق وإحياء العلوم والعمل بالمعلوم.

الاثنين، 7 يوليو 2014

متى نحقق الاستقلال الفكري؟

من المعروف أن من طبيعة الانسان أن يكون قابلا للتأثر والتأثير في إطار بيئته الاجتماعية، بما فيها من أفكار ورؤى وتوجهات، ولكنه في الوقت نفسه مطالب حين يبلغ النضج الفكري أن يعرف نوعا من الاستقلال بحيث لا يظل في تبعية عمياء لاتجاه فكري معين دون وضعه في محك الواقع؛ وما نشاهده في الساحة الفكرية  يدعونا إلى التساؤل عن مدى قدرة مفكرينا على التحرر من التبعية الفكرية مع الاحتفاظ بانتماءاتهم.

الجمعة، 6 يونيو 2014

مع العلامة الشيخ سيدي باب في وصف مسجد الشيخ أحمد بمب (رضي الله عنهما )

يقول العلامة المجدد الشيخ سيدي:
نِعْمَ مَأْوَى الذي يُريدُ قيامًــا         أو عُكوفاً ونِعْمَ مأوى الْعُفـــــاةِ
إِنْ يَكُــنْ للصَّلاةِ للهِ بَيْـــــتاً          فَهْوَ بَيْتٌ أيضاً لِمَثْنَى الصِّـلاَتِ
عُرِفَـتْ لِلصَّلاةِ فيهِ وُقــوتٌ          ولِتِي غَيرُهَا مِــــنَ الْأَوْقـــــاتِ
يُقْبِـلُ النَّاسُ نَحْــوَهُ بِقُلوبٍ          جَــمَـــعَــتْ بَيْنَ نِيَّــةٍ أَشْتَــــاتِ
**********
السياق
كان مقر إقامة الشيخ الخديم (رضي الله عنه) في جربل كعبةً للزوار والوفود وخاصة من قبل العلماء الموريتانيين الصالحين ذوي العلاقات العلمية والروحية المتينة معه، وقد كان من دأبهم – وجلهم شعراء مُفلقون – أن يسجلوا ببراعتهم الشعرية مآثر الشيخ وفضائله وسيرته وأعماله في قصائد فائقة الجمال.
وقد جمع الشيخ عبد الأحد الخليفة الثالث لمؤسس الطريقة المريدية عددا كبيرا من تلك القصائد في ديوان مطبوع، ومنها قصيدة يصف فيها العلامة الشيخ سيدي باب (1860 م – 1924) مسجدَ الشيخ الذي شيَّده في البقعة المباركة حوالي 1916-1918، ومنها هذه الأبيات التي نحن بصدد تحليلها.
التحليل
في هذه القطعة يصف العلامة الشيخ سيدي مسجد الشيخ بأوصاف عدة ترمز إلى وظائفه المختلفة، ومنها كونه ملاذا آمنا لكل عابد يبتغي إقامة الصلوات أو ينوي الاعتكاف وكونه أيضاً ملجأ للجائعين الباحثين عن الطعام.

الاثنين، 19 مايو 2014

الخطاب التواكلي ... من أين؟!

أشعر بالأسف حين أسمع ذلك الخطاب التواكلي الاستهلاكي الشائع في بعض الأوساط المريدية ومفاده أن عصر السعي والكد وبذل الجهد في ميدان التربية والتزكية قد ولى بعد قيام الشيخ الخديم بجهاده المبارك في خدمة الرسول صلى الله عليه وسلم ونيله ما نال من المواهب والأمداد  والبركات ولم يبق للخلف من مريديه سوي جني ثمار ذلك العمل واستهلاكه؛ وهذا الخطاب يستخدم شعارات مثل "سرجب دفن لب Serigne bi def na lepp  "  و" سرجب لكين آج مو دس Serigne bi legueye na ba noppi agna dess"  مع تأويل هذه العبارات تأويلا يبرر النزعة الاتكالية وهي كلمات حق يراد بها شيء آخر. 

من كرامات الشيخ أحمد بمب رضي الله عنه ... إصدار جديد لدائرة روض الرياحين

"عُرف  الشيخ الخديم رضي الله تعالى عنه بكراماته الكثيرة التي تناقلتها الركبان، ورواها ثقات عن ثقات في سياقات مختلفة من حياته، ولكن أبرز...