من اليمين: سام بوسو ، د عبد الحميد عشاق، بروفسور إبراهيم تيوب، د خليفة مبارك الظاهري |
نظم منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة في شهر مايو ٢٠١٨م يوما دراسيا في دكار عاصمة جمهورية السنغال في رحاب جامعة شيخ أنت جوبUniversité Cheikh Anta Diop إحدى أكبر الجامعات في إفريقيا الغربية، وكان موضوع هذا اللقاء العلمي. "الأسس المنهجية لثقافة السلم عند معالي العلامة الشيخ عبد الله بن بيه حاجة لتعزيز التعايش السلمي في السنغال"
وقد
شارك في فعاليات الْيَوْم الدراسي عدد
كبير من العلماء والباحثين الأكاديميين والمشايخ والطلبة. ومن بين الحضور رئيس الجامعة البرفسور إبراهيم
تيوب Ibrahima
Thioub
ومدير
الأبحاث في وزارة التعليم العالي، كما
حضرت
شخصيات مرموقة من المنتدى من بينها الدكتور
خليفة مبارك الظاهري المدير التنفيذي
للمنتدى والدكتور عبد الحميد عشاق نائب المدير لمؤسسة دار الحديث الحسنية وعضو اللجنة العلمية للمنتدى والباحث محمد محجوب ومحمد بامبا درامي وغيرهم.
ومن
بين الموضوعات البارزة التي تناولها
المحاضرون أولية السلم في فكر العلامة
عبد الله بين بيه وقراءة حول كتاب العلامة
بن بيه "تنبيه
المراجع على تأصيل فقه الواقع"
ويمثل
هذا الكتاب القيم رافدا مهما لفكر الشيخ
التجديدي؛ و فيه يعالج المؤلف إشكالية
الاشتباك بين دلالات النصوص الدينية
وآليات قراءتها من جهة، وتطورات العصر
الحديث من جهة ثانية.
وفي
السياق نفسه حظي بعض المفاهيم مثل التكفير
والجهاد بالمراجعة من خلال رؤية داعية
إلى نفض الغبار العالق عليها جراء التفسيرات
الخاطئة، كما كانت هناك وقفة مع المنهج
الاجتزائي في فهم النصوص.
وبالنظر
إلى
السياقين
الزماني
والمكاني
لهذا الْيَوْم الدراسي يكتسي الموضوع
أهمية
خاصة.
فقد
أصبحت
قضية
السلم
شغلا
شاغلا
للعالم
أجمع؛
فالسلم
ضروري
لكي
تعيش
البشرية
وتبني
حضارة
سليمة،
ولكنه
أصبح
مهدداً
بشكل
خطير
في عالمنا المعاصر.
فبذور
العنف منتشرة في المجتمعات ويكفى
الإنسان
ضيقا
ونكدا
في
هذه
الحياة
أن
يتوقع
الفتنة
بين
لحظة
وأخرى.
ومن
هنا
تحولت
المقاربة
– أو
ينبغي
أن
تتحول
-
في
معالجة
هذه
القضية
من
تناول
السلم
وآلياته
إلى
تناوله كثقافة ومنهج حياة،
فالسلم
ينبغي
أن
ينتقل
من
حالة
غير
مستقرة
إلى
ثقافة
فاعلة
يعيشها
الإنسان
بكيانه
ووعيه.
وهذا
التحول
المنهجي
هو
ما
يقرره
منتدى
تعزيز
السلم
في
المجتمعات
المسلمة
مستوحيا
فكر
العلامة
المؤسس
الشيخ
عبد
الله
بن
بيه
حفظه
الله
ويدعو
العالم
إلى
انتهاج
هذا
المسلك.
وقد
كان اختيار
دولة
السنغال
لهذا الْيَوْم الدراسي اختيارا ملائما
لأنه
يمكن
أن
يتأسس
على
ركائز
عديدة
منها:
١
أن
السنغال
يتمتع
بموقع
استراتجي
لاعتبارات
مختلفة؛
فهو
مدخل
إلى
إفريقيا
جنوب
الصحراء
وملتقى
للحضارتين
الإسلامية
والغربية،
وإن
اختلفت
ظروف
وصولهما
إلى
المنطقة،
ويمكن
الانطلاق
منه
واستغلال
موقعه
إلى
مختلِف
مناطق
إفريقيا
الغربية
لنشر
هدي
الإسلام
وقيمه.
٢
-
أن
التجربة
السنغالية
في
مجال
السلم
والتعايش
قديمة
وثرية؛
فقد
عرف
هذا شخصيات
كبيرة
مشهورة
بإسهامها
في
تعزيز
السلم
والتسامح
أمثال
الشيخ
أحمد
بمب
رضي
الله
عنه
وغيره
من
الشيوخ
المعروفين؛
٣
-أن
هذه
الخبرة
لها
امكانيات
كبيرة
للانفتاح
وقابلية
للإثراء
والامتداد
على
المنطقة.
لا
يُستغرب
إذن
اختيار
هذا
الموضوع
في
السنغال
وفي
جامعة الشيخ أنت جوب بالذات
قلعة
المعرفة والفكر والبحث
العلمي
وخاصة
إذا
وقفنا
على
رؤية
المنتدى
ورسالته
وأهدافه.
فرؤيته
مستوحاة
من
هذه
الكلمة
الذهبية
للعلامة
عبد
الله
بن
بيه
وهي :
دَعْوَتُنَا
دَعْوَةٌ
لِلسَّلَامِ،
دَعْوَةٌ
لِلْمَحَبَّةِ
وَالْوِئَامِ،
دَعْوَةٌ
لِتَكْرِيمِ
الْإنْسَانِ
وَالْإِعْلَاءِ
مِنْ
شَأْنِهِ
فيِ
كُلِّ
مَكَانٍ.
فمن
خلال
هذه
الرؤية
تتجلى
مركزية
الإنسان
ووعلوه
وكرامته
وضرورة
ترسيخ
قيم
السلام
والمحبة
بين
البشر
لتحقيق
هذه
الكرامة
للإنسان
في كل بقعة من بقاع الأرض.
وأما
رسالة
المنتدى
فهي
قائمة
على
تأكيد
أوَّلِية
السلم؛
باعتباره
الضامن
الحقيقي
لسائر
الحقوق،
ويُسهم
في
إيجاد
فضاء
رحب
للحوار
والتسامح؛
كما
يُعزِّز
دوْر
العلماء
في
نشر
الفهم
الصحيح،
والمنهجية
السليمة
للتدين،
ويُحيي
قيَم
الرحمة
والحكمة
والمصلحة
والعدل.
وللنهوض
بهذه
الرسالة
المتسمة
بالنظرة
الشمولية،
يتوخى
المنتدى
تحقيق
الأهداف
التالية:
- إحياءُ ثقافة التعايش وتعزيزُها في المجتمعات الإنسانية والمسلمة؛
- إحياءُ القيَم الإنسانية المشتركة بين الأديان؛ كالسلم والرحمة والعدل؛
- تصحيح المفاهيم باعتماد المنهجية العلمية الرَّصينة لمعالجة الفكر المأزوم وآثاره؛
- إيجاد فَضاء للعلماء لنشر رسالة السلم والتعاون على الخير.
ويتبنى
المنتدى
في
مسعاه
لتحقيق
أهدافه
القيم
الإسلامية
الأصيلة
التي
من
بينها:
فهذه
الرؤية
وهذه
الرسالة
وتلك
الأهداف
تُخول
للمنتدى
أن
تبذل
كل
ما
بوسعها
للتواصل
مع
المجتمعات
البشرية
في
كل
مكان
في
العالم
وبشكل
خاص
مع
المجتمعات
المسلمة
والمجتمع
السنغالي
جزء
منها.