الأربعاء، 14 فبراير 2024

جامعة الشيخ أحمد بمب UCAB تكرم خريجيها

نظمت اليوم (14 فبراير 2024م) جامعة الشيخ أحمد بمبUCAB برئاسة فضيلة الشيخ مام مور امباكي مرتضى حفلة لتكريم خرجيها في رحاب كلية العلوم الدينية والإنسانية والحضارات بدار السلام اندام.
وقد حضر الحفلة شخصيات دينية مرموقة وقامات فكرية وأكاديمية بارزة، وسلطات سياسية وإدارية رفيعة، وسط أعداد كبيرة من أعضاء الإدارة العامة لمؤسسة الازهر الإسلامية والأساتذة، والإداريين وأولياء الطلبة. وتميزت الحفلة بمشاركة اثنين من مديري التعليم العالي إلى جانب المدير الحالي.

وكانت هذه الحفلة، في حقيقة الأمر، برهانا ساطعا على فعالية الجهود الجبارة الخالصة التي يبذلها مسؤولو الجامعة لتحقيق إنجازات متميزة، وعلى سداد النهج الناجع الذي سلكته منذ نشأتها، تحت القيادة الرشيدة للشيخ مام مور امباكي مرتضى الذي جعل من شعاره التزام الجودة في جميع النواحي.

وبشهادة مدير التعليم العالي، نجحت جامعة الشيخ أحمد بمب في الجمع بين التكوين الأكاديمي الجاد والتكوين الخلقي الراسخ، كما شكلت نموذجا رائعا في التعامل مع سلطات التعليم العالي ومع الطلبة المحوَّلين إليها من قبل الحكومة السنغالية.

وبالجملة، نوَّه جميع الأكاديميين الذين تناولوا الكلمة في الحفل، ومنهم عميد كلية العلوم وتكنولوجيا التربية والتكوين، بالنتائج المبهرة التي تحققها الجامعة، والتي بدأت آثارها تتجلى في سلوك خريجيها.

وقد ألقى الشيخ مام مور امباكي مؤسس الجامعة ورئيس مجلس إدارتها خطابا مهما ينِمُّ عن نظره البعيد ورؤيته الاستراتيجية، تضمَّنَ توجيهات قيمة حول السلوك المطلوب لطالب العلم من حيث الجدية والعزم والتحلي بالروح النقدية والجمع بين النظرية والتطبيق.
وبرؤية هذه النتائج التي بدأت آثارها تتراءى أمام الأعين، يمكن القول بأن خيار الشيخ مام مور بتوفير التكوين المهني لحملة الشهادة الثانوية العربية كان خياراً استراتيجيا وتاريخيا، لأنه يقدم حلا لإشكالية التعليم العربي الإسلامي في السنغال، ويخدم شريحةً كبيرة كانت – منذ استقلال البلاد – مهمشة ومحرومة من المشاركة الفعالة في عملية تنمية البلاد بسبب الحاجز اللغوي الذي نصب أمامها.

من المعروف أن الوصول إلى التعليم العالي يمثِّل مشكلةً حقيقية أمام حملة الشهادة الثانوية، سواء أكانت فرنسية أم عربية، ولكن أصحاب الشهادة العربية أقل حظا بكثير من حملة الشهادات الفرنسية بسبب هيمنة النظام الفرنكوفوني السائد في البلاد.
إن فتح جامعة الشيخ أحمد بمب الباب نحو التخصصات المهنية المختلفة أمام حملة الشهادات العربية مع اتخاذها تدابير ناجعة لرفع مستوياتهم في اللغة الفرنسية ينطوي – في نظري - على رهانات في غاية الأهمية؛ فهو يزيل الحاجز اللغوي الذي حرم الكثير من شبابنا العباقرة من استغلال إمكانياتهم العقلية، كما يسد ثغرة في النظام التعليمي السنغالي جعلته ينتج كوادر عالية المستوى، ولكنها مفتقرة إلى شحنة أخلاقية تهدي سلوكها.
وهذا الخيار هو الوسيلة الأمثل لبناء جيل واع ومسؤول يتحلى بالقيم الإسلامية الرفيعة ويمتلك الكفاءات العلمية والتقنية اللازمة لحماية الدين وبناء الوطن، وهذا الجيل هو ما تحتاج إليها السنغال.

نتمنى أن تحذو جامعاتنا الإسلامية جذو جامعة الشيخ أحمد بمب في هذا الخيار الاستراتيجي التاريخي الفعال.
حفظ الله الشيخ مام مور ورضي عن والده المجاهد الأكبر وسدد خطى جميع أفراد الأسرة الأزهرية.

إشكاليات في بعض المفاهيم المريدية… إصدارٌ جديد للدكتور خادم سِيلا

تمثِّل المفاهيمُ أدواتٍ ضروريةً لبناء المعارف وتوجيهِ التفكير، ولذلك تؤثر تأثيراً بالغا في مواقف الناس وسلوكياتهم. وهي تتشكَّل ضمن سياقات مع...