رحلتِ
عن هذه الدنيا فجأة وخلَّفتِني أنا وأختكِ مومنة وأولادكِ وراءَكِ، فأفزعتْني
الرحلةُ وآلمت قلبي فتذكرتُ قولَه تعالى "كل نفس ذائقة الموت" وقوله
تعالى " أينما تكونوا يدرككم الموت" وقوله تعالى "وبشر الصابرين
الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون " وتمثلتُ بقول
الأعرابي لابن عباس رضي الله عنهما:
حاولتُ التحملَ قدرَ استطاعتي لكن خيالي أبى إلا أن يتتبعَ طيفَكِ في البيت ويرصدَ حركاتك وأنتِ تتنقلين بين أرجائه فكأنَّ أذني تسترق ضحكاتك. لم تفارقني بعدُ صورتُكِ وأنتِ جالسةٌ قبيلَ صلاة الفجر أو بعيد العصر والمصحفُ بين يديكِ.
ما
زلتُ أتذكر حرصَك على صلةِ أرحامي وعلى الإحسان إلى جيراني، كنتِ تعرفينهم أكثر
مني وكنتِ تَمُنِّين عليَّ بذلك على سبيل المزح!
لقد قمتِ بمسئوليتك في رعاية بيتي وتربية أولادي، كنتِ تنوبين عني في زيارة مدرسة ابنتنا "مام جار" وفي حضور اجتماعات مدرسة ابنتنا "اندي امبين"، وكنتِ عضدي في الوفاء بمسئولياتي الاجتماعية بينما كنتُ أنا مشغولا بارتباطاتي المهنية. كنتِ تتحرين رغاباتي وتهتمين بضيوفي وبجميع معارفي.
خلال ١٨ سنة عشناها معا في بيت الزوجية لم أتذكر أنكِ أثرتِ غضبي عن قصد أو رفضت طلبي عن قصد أو غبت عن منزلي من غير إذن ولم أتلمَّس منكِ قط نشوزا ولا إعراضا ولم تفشي يوما فيما أعلم من أسرار بيتي سرّا.
فكيف
أنسى دماثتَكِ وحلمَك وتواضعَك وخفةَ دمِك وقد كنت في هذه الصفات شبيهة بوالدك المرحوم الشيخ أبي البركة الذي لم
يسبقك إلى دار البقاء إلا بشهرين فقط!
لم
أكن يوما من الأيام أتصور أنك تفارقينني في هذه السنِّ المبكرة وفي هذه الظروف
بالذات ولكني فكرتُ في قول الشاعر
ومَا المالُ والأهْلُونَ إلاَّ
وَديعَة *** وَلابُدَّ يَوْماً أنْ تُرَدَّ الوَدائِعُ
وقد سمعتُ عنك بعد رحيلك شهاداتٍ كثيرةً تَنمُّ عن شخصية متميزة اجتمعت لديها أخلاقٌ فاضلةٌ وكادت تكتمل لديها مما جعلني أتذكر قولَ الشاعر
وما المرءُ إلا كَالهِلال وضَوئه ***
يُوافي تمامَ الشَّهر ثم يغيبُ
ما
أشدَّ آلامَ فراقكِ، بيد أني مطمئنُّ القلب بسبب ما عرفتُه فيك من صلاح وثقتي برحمة الله الواسعة وإيماني القوي بأنكِ من
الشهداء لما ورد في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم " والنفساءُ يجرُّها
ولدُها بسرره إلى الجنة"
فلتطمئنِّي
بطفلتك التي أخرجها المحيي المميتُ سبحانه وتعالى من بطنك قبل أن يقبض روحك
الطاهرة، فقد عهدها إلى أيدي مرضعةٍ صالحة
طاهرة، نسأله تعالى أن يرعاهما ويحفظهما مع أخيِّها من الرضاعة.
زوجتي
العزيزة؛
هذه
رسالة مفتوحة ألْتمسُ بها دعاء لا ينقطع من كل مطَّلع عليها بالمغفرة والرحمة والرضوان
لكِ ولكل مَن يمتُّ إليك بصلة، ولستُ بحاجة إلى الإطالة فيها لأن الأمر كما قال
الشاعر الباكستاني:
"حديثُ الروحِ
للارواح يسرى *** وتُدركُه القلوبُ بلا
عناء"
رحمكِ الله تعالى وباركَ فيمن تركتِهم وراءكِ!
سام
بوسو عبد الرحمن
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفكلمات صادقة ومؤثرة تبكي قلب كل رجل صالح رزقه الله زوجة صالحة، ولكننا لا نقول لك الا كما قال الله تعالى لرسوله الكريم:" فاصبر صبرا جميلا" وإن لله في شئونه لعجائب، والله لا تكون لك الا خيرا ادخره الله لك في ميزان حسناتك، وانك ستنقلب الى ربك غدا فرحا مسرورا بانك قبلت قضاءه وقدره بقلب صبور شكور، وإن الله مع الصابرين، تصور كم سيكون مقامك غدا في معية العلي الرحمن في مقعد صدق عند مليك مقتدر،نسال الله الرحمن الرحيم أن يتغمد الفقيدة برحمته ورضوانه ، ويرفع درجتها في عليين، مع من انعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.
ردحذفرحهاالله رحمة واسعة هنيئا لها بالجنة ان شاء الله هذه شهادة حق من زوج إلى زوجته والمصطفى صلى الله عليه وسلم بشر المؤمنات بالجنة إذارضى عنهن أزواجهن ونسأل الله أن يتولى تربية أولادها ويحفظهم ويحفظ والدهم حتى يحقق أمنياته فى خدمة الإسلام والمسلمين بارك الله فيكم
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفوالله أنا أقرأ هذه السطور وألتمس دمعاتي تنهمر بين سطورها ولاشك ان هذه الكلمات الرائعة صادر من قلب فقدأغلى شيء في حياته ونقول الحمدلله لوقول مصطفى صل الله عليه وسلم ( أيماإمرأة ماتت زوجهاعنها راض دخل الجنة ) ونحسن الظن أنا في الجنة
ردحذفوالله تذرف دموعي وأنا أقرأ هذه الرسالة, حتى عجزت لساني عن تعبير ما يدور داخل قلبي, كما عجزت أقلامي عن التعليق على هذه الرسالة المتأثرة, فمن هنا نكتفي بقول الشيخ رضي الله عنه.....وحيثما زوج رضي عن زوجته** رضي عنها ربّها بنعمته
ردحذفرضي الله عنها كما رضي عنها زوجها.
اللهم يا رب:
ردحذففي برزخ مع قبر كن لها وزرا **** ومن كروب وخوف نج يا الله
لا تختبرها بما ليست بقادرة **** ولا تخيب رجاها فيك يا الله
لا تضممن معها ما قد يروعها **** بل اكفها كلما تخشاه يا الله.
اللهم ارض عنها بمقامك الإلاهي كما رضي عنها زوجها بمقامه البشري، وتول رعاية من خلفت فإنك خير حافظا وأرحم الراحمين.
اللهم يارحيم يامنان ياكريم يالطيف ارحمها والطف بها ومن عليها بجودك وكرمك ياأرجم الرحمين يارب العالمين بالخلود في جنات الفردس مع النبئين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
ردحذفاللهم اخلفها في أولادها وزوجها وأهلها أجمعين واعف عنهم وعافهم في الدرين وأيدنا وإياهم بالصبر والأجرالعظيم والنعمة الدائمة آمين يارب العالمين
رحمها الله تعالى وخلفها في ذريتهاوألهمكم الصبر والسلوان(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)
ردحذفنسأل الله تبارك وتعالي أن يسكنها مسكن المسلمات المومنات القانتات وأن يبقي الأولاد برعايته الآمنة بجاه من أخدم المصطفي عليه السلام بما وني عن مثاله كل خديم
ردحذفأيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة (رواه الترمذي)، و كفى بالله شهيدا
ردحذفرحمها الله رحمة واسعة.. وألهمكم الصبر والسلوان
الارض أدحك من فيها، و أبك الذي يمشي عليها إله الجن و الناس
ردحذفعبد الصمد إمباك مود فات خر، سفير النوايا الحسنة في السنغال
رحمها الله رحمة واسعة
ردحذفرحمها الله رحمة وأسكنهافسيح جناته
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفمسمب بوسو عبد الرحمن: أول مرة تقع عيني على هذه الشهادة والذكريات، فوالله إن دموعي لتتقاطر على الوجنات من قراءة هذه الكلمات المؤثرة المبكية، حتى أشعر بالعجز عن التعليق عليها، هذه الشهادةالتي لا نشك في جروجها مخرج الصدق من لسان بل قلب أقرب الخلق إليها وأعرف الناس بها،فنسأل الرب جل جلاله أن لايزال يمطر عليها شئابيب الرحمة والمغفرة، ويكثر أمثالها، وماذالك عليه بعزيز
ردحذفنسأل الله ان يتقبلها برحمته الواسعه وان يجعل مقامها الفردوس الاعلى مع الانبياء والصديقين والشهداء وحسُن اولئك رفيقا .
ردحذفوالهمك الصبر والسلوان ياشيخنا الفاضل الزوج الصابر فلك من الاجر ارفعه واجزله .
ملاحظه
انا اخا لكم من ليبيا اتمنى ان تتواصلوا معى لاننى اريد ان اعرف الكثير عن الشيخ الصوفى الذى احبه فى الله كثيرا الا وهو الشيخ احمد بامبا ، فقد سمعت عنه الكثير واحب ان اعرف عنه اكثر
هذا هو عنوانى
mosbahzd69@gmail.com
ولكم جزيل الشكر والعرفان
رحمها الله ‘ وجعل الجنة مثواها.
ردحذفرحمة الله عليها
حذف