الثلاثاء، 3 أكتوبر 2023

لنضع خطاب الشيخ محمد المنتقى – حفظه الله - في سياقه!

في يوم الأحد الماضي (1 أكتوبر 2023) استقبل الشيخ محمد المنتقى – حفظه الله تعالى الشيخ أحمد البدوي ابن الشيخ محمد الفاضل رئيس مجمع الشيخ أحمد الخديم للتربية والتكوين بطوبى، وكان برفقة بعض مسؤولي الإدارة المكلفة بشؤون المدارس في طوبى، وفي هذه المناسبة ألقى الشيخ الخليفة كلمة للحث على تنفيذ الإصلاحات التربوية التي تقودها هذه الإدارة بإذن منه. ويبدو أن هناك مشكلة في التعاطي الإعلامي لخطاب سماحة الشيخ محمد المنتقى حفظه الله تعالى.

في الحقيقة، يتوهم بعض الناس أن مشكلة ما قد طرأت، ويأتي بيان الشيخ الخليفة بمثابة رد فعل أو استجابة لهذه المشكلة الطارئة، وربما أدى عدم إدراك سياق الحديث إلى سوء فهم مدلوله لدى هؤلاء.

ونود هنا أن نوضح أن هناك، في واقع الأمر، لجنةً شُكلت منذ خمس سنوات (في إطار المشروع التربوي الكبير الذي رفعه الشيخ محمد المنتقى في فبراير 2018) وكُلفت بإصلاح البرامج التعليمة المعمول بها في طوبى بهدف تنظيم العملية التربوية فيها، وحل مشكلة الفوضى السائدة في قطاعها التربوي.

وكان عمل هذه اللجنة جماعيا، شارك فيه أهمُّ المؤسسات التربوية في طوبى، وعدد كبير من المفتشين التربويين، وكذلك ممثلون للسلطات التربوية الجهوية، وتمَّت المصادقة على نتائج أعمالها مصادقةً تقنيةً ومؤسساتية بمشاركة وزارة التربية الوطنية.

وكانت البرامج المعتمدة في هذا العمل:

1-    برنامج المدارس العربية الإسلامية المشتركة بين المؤسسات الإسلامية الكبرى المعدَّة في إطار ما يسمى بـ"لجنة السهر"؛

2-    برنامج المدارس الفرنسية العربية الحكومية؛

3-    برنامج التعليم العربي والديني في المدارس الفرنسية الكلاسيكية.

وبعد انتهاء اللجنة من عملها أنشئت إدارةٌ خاصة داخل مجمع الشيخ أحمد الخديم بطوبى للسهر على هذه الإصلاحات، وعلى تطبيقها من قبل المدارس العاملة في طوبى، بالتعاون مع المفتشية الجهوية من جهة، ولمساعدة أصحاب هذه المدارس وتأطيرهم من جهة أخرى.

وفي هذا الإطار، قد جاءت زيارة الشيخ أحمد البدوي لسماحة الخليفة برفقة مسؤولي الإدارة، من أجل تقديم هذه البرامج إلى حضرته، لأنه هو الذي كان قد أصدر أوامره للقيام بهذا العمل، وهو عمل إصلاحي لا يستهدف فئة ولا تيارا ولا مدارس بعينها، ولكن الهاجس الذي يكمن فيه هو إصلاح القطاع التربوي في طوبى وتنميته ورعايته، لتكون في مصاف المدن الإسلامية الكبيرة مثل المدينة والبصر والكوفة وغيرها (كما عبَّر عن ذلك الشيخ محمد المنتقى وقت إعلانه للمشروع في فبراير ٢٠١٨)، وأيضا لتتحقق رغبة الشيخ أحمد الخديم مؤسس المدينة الذي يبتهل في قصيدته مطلب الفوزين قائلا:

         واجْعلْ بنائيَ بناء عِلمِ               وعمل بسنـــة وحلـــم

         واجعله دأبا مسكنا التعلم       وموضع الفكرة والتفهم

              وموضع الإرشاد والتعليم          وموضع التصويب والتفهيم

فطوبى تظل متقيدة بمنهج الشيخ الخديم رضي الله  تعالى عنه الداعي إلى توطيد الأخوَّة الإسلامية ووحدة المسلمين، كما يتجلى في قوله رضي الله تعالى عنه:

والمؤمنون إخوةٌ والمؤمنات             لي أخواتٌ وحياتي حسنات

وفي قوله:

ولا تعادوا من رأيتم فاه              يخرج لا إله إلا الله

وستبقى طوبى إن شاء الله تعالى - تحت قيادة سماحة الخليفة الشيخ محمد المنتقى الحكيمة - حريصة على تماسك المجتمع وانسجامه وتقدمه وازدهاره، وستظل تعمل جاهدة لضمان الاستقرار والتفاهم والاحترام المتبادل، مع الحفاظ على منهج الشيخ أحمد الخديم رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

د. سام بوسو عبد الرحمن


إشكاليات في بعض المفاهيم المريدية… إصدارٌ جديد للدكتور خادم سِيلا

تمثِّل المفاهيمُ أدواتٍ ضروريةً لبناء المعارف وتوجيهِ التفكير، ولذلك تؤثر تأثيراً بالغا في مواقف الناس وسلوكياتهم. وهي تتشكَّل ضمن سياقات مع...