يتجاهل
بعض الناس حقيقة السنة – التي يدعون
الانتماء إليها – ويتجاهلون أكثر أو يجهلون حقيقة
التصوف ؛ فتسمع أحدهم يطرح عليك هذا
السؤال:
أسني أنت أم صوفي ؟
وهذا
السؤال يوهم بوجود علاقة التعارض والتضاد
بين السنة والتصوف .
وإذا
كان البعض يرى تلك العلاقة ، فإن تعاليم
الشيخ الخديم – رضي الله عنه – تنفي أي
تعارض أو تضاد بينهما ، بل تؤكد أن السنة
أساس دعوته وعماد طريقته .
ولتوضيح
ذلك نحاول بيان مفهوم السنة قبل تفصيل
القول في موقف الشيخ تجاهها من الناحيتين
النظرية والتطبيقية.
- السنة ودلالاتها.
إنها
لكلمة شائعة كثيرة التداول وذات معان
متعددة ومفاهيم مختلفة ، وذلك لاختلاف
التطورات الطارئة في المجتمع الإسلامي
فكريا وسياسيا واجتماعيا .
ولن
نتوقف على تقصي تلك المفاهيم وما وراءها
من الرهانات الأيدلوجية والسياسية بل
يكفينا فقط أن نشير إلى بعض الدلالات
الشهيرة لكلمة السنة.
أولا
: السنة
في اصطلاح المحدثين والأصوليين والفقهاء:
إن
الأحكام الشرعية لا تتولد من فراغ ، لا
بد أن تستند في ثبوتها على دليل شرعي؛
والأدلة الشرعية كثيرة ، والسنة تأتي في
المرتبة الثانية بعد القرآن الكريم،
فيقال مثلا: ثبت الحكم الفلاني بالكتاب
والسنة فقط .
وهي
عند المحدثين ما روى النبي صلى الله عليه
وسلم من قول أو فعل أو تقرير ، وتتنوع إلى
سنة قولية وفعلية وتقريرية وعند الفقهاء
وعلماء الأصول السنة :
قسم
من أقسام الحكم الشرعي الخمسة :
الفريضة
والسنة والحرام والمكروه والمباح ؛
ويعرفونها بما طُلِب فعله طلبا غير جازم
ويثاب فاعله ولا يعاقب تاركه ، وترادف
المستحب والرغيبة والنافلة .
وكثيرا
ما يقع الخلط بين هذين الاصطلاحين في
الاستعمال.
ثانيا
: السنة
عند علماء الكلام والفرق:
شهد
التاريخ الإسلامي فرقا عديدة نشأت بسبب
الخلاف العقدي أو السياسي ، ومن هذه الفرق
من تسمى نفسها "أهل
السنة"
في
مقابلة المعتزلة والشيعة والخوارج ،
وغيرها .
لكن
الدوافع وراء هذه التسميات في الغالب
دوافع سياسية وأيدلوجية بحتة، شأنها شأن
ما يحدث الآن من وضع حاجز بين السنة والتصوف
وما يتردد حاليا من المسميات كالسلفية
والأصولية ونحوهما.
ثالثا:
السنة بمعناها الواسع:
تطلق كلمة السنة بمعنى أوسع وهو المنهاج النبوي الذي سار عليه محمد عليه السلام وأصحابه رضوان الله عليه وشرعه. والسنة
بهذا الاصطلاح تقابل البدعة المذمومة
تقابُلَ تضادٍّ ، لأن البدعة هي العمل
الذي لا دليل عليه في الشرع .
وهذا
المفهوم الأخير الشامل هو الذي يعنينا
في هذا المقام.
وسنتناول
موقف الشيخ الخديم رضي الله عنه – من
الناحيتين النظرية والتطبيقية تجاه السنة
بهذا المدلول من خلال السطور الآتية:
- موقف الشيخ من السنة النبوية :
قد
بيَّن الشيخ أحمد بمب -
رضي
الله عنه – بجلاء تام أنه اختار طريق
اتباع السنة من بين الطرق الموصلة إلى
الله تعالى ؛ وقد وفقه الله إلى هذا
الاختيار ، ولذلك قال:
" دلَّنيَ
الله على محمد "
وفي
موضع آخر "
.. وقدتَّني
إلى اقتفاء السنن "
وذلك
بعد فترة من البحث والجولان ، وعن تلك
الفترة يقول :
فجلت
بين العلمـا والأوليــا بنيـــتي
وعــــــملي وقوليـــا
كي
لا تضيع عمري أتعابا لحسن
ظن قاد لي احتسابا
وطريق
إتباع السنة أسلم وأوضح من جميع الطرق
إلى الله ، سئل أبو الحسن بن علي الجوزجاني:
كيف
الطريق إلى الله ؟ فقال الطرق إلى الله
كثيرة وأوضح الطرق وأبعدها عن الشبه اتباع
السنة قولا وفعلا وعزما وعقدا ونية ، لأن
الله تعالى يقول :
" وإن
تطيعوه تهتدوا "
وسئل
كيف إتباع السنة ؟ فقال مجانبة البدع
واتباع ما اجمع عليه الصدر الأول من علماء
الإسلام ..
وبذلك
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى
" ثم
أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم ".وبتوفيق
من الله تعالى اختار الشيخ لنفسه ولأتباعه
أسلم الطرق وأوضح المناهج.
وبالنظر
الفاحص إلى الأوضاع الاجتماعية والدينية
السائدة في ذلك العصر في أفريقيا يتبين
أن اختيار الشيخ كان بمثابة ثورة حقيقية
وموقف تاريخي غير مسبوق.
وقد
تبلور هذا الموقف عبر كتابات الشيخ وحياته
العملية ومنهجه التربوي.
- السنة في كتابات الشيخ :
كان
الشيخ – رضي الله عنه قد كتب مؤلفات
تعليمية متعددة لتوضيح المنهج النبوي
القويم خاليا من الخلافات والمجادلات
الفارغة ، وعن ذلك يقول في قصيدة [
البسملة]
:
أُبْدي
علوماً نافعاتٍ قد تنيرْْ قلوبَ
من راموا مناهجَ المنير
أُبدي
بتأليفيَ خيرَ اللــقــم مُداويا
بالله أهـلَ السقـــم
أبدي
سبيلَ اللــــه للهـــداة ذا
خدمةٍ للرحمـة المــهــداة
وقال
أيضا :
هدياتُ
ربي قد هدتني وصُفِّيتْ وخطي
يُري الغراءَ ذا القصْي والنأي
ويقول
في [ تزود
الشبان] :
نظمتُــه
عبادةً للبـــاري بفتح
بابِ سنةِ المخــــتـــار
تنبهوا
يا أيهـــا الشبــان قادكم
إلى الهدى المنـــان
في
أن سنةَ نبينا الأميـن عليه
أفضلُ الصلاة كل حين
كادت
تُرى كرسم دار قدْ عفى في
ذا الزمان لـمُضِيِّ الحنفـآ
وتبعتها
شيمُ الشيـــوخ ذوي
الهدى والنور والرسوخ
إذ
تُرك اقتفاءُ آثار السلف لبدعٍ
قد زُيِّنتْ بين الخلــف
وفي
[ مغالق
النيران]:
هذا
وإنما عليه المقتفي لكثرة
الجهل على الناس اختفى
فهذه
الأبيات تبرهن على أن الشيخ كان على علم
تام بتدهور الأوضاع في الحياة الدينية
وشدة بعد الناس عن المنهج النبوي
الشريف كما شخَّص لنا فيها بعضا من أسباب
التدهور كالجهل والهوى والابتداع.
ولذلك
كرس مؤلفات تعليمية كثيرة لبيان المنهج
السني يذكر منها على سبيل المثال، تزود
الصغار، تزود الشبان، جالبة السعادة،
مغالق النيران، مواهب القدوس، مسالك
الجنان الخ ...
وإلى
جانب تلك المؤلفات التعليمية كتب الشيخ
مجموعة ضخمة من قصائد رائعة لا يعلم قدرها
إلى الله سبحانه وتعالى ، يحتوي على
موضوعات متعددة :
مدح
النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه
والدعاء والشكر ونحوها ، وفي طيَّات تلك
الموضوعات يمكن لمن فتح الله عليه أن
يتلمَّس فلسفة الشيخ ورؤيتها للكون
والحياة ومبادئه التربوية .
وقراءة
جزء من تلك الكتابات ترينا مدى اهتمام
الشيخ بالسنة وتركيزه عليها ، من حيث
الالتزام بها والعمل على إحياءها وتوضيحها
والدعوة إليها وحث الناس على التقيد بها
.
أولا
: بيَّن
الشيخُ تقيده وتمسُّكه بالسنة في عباداته
وعاداته
بيانا لا يدع مجالا للشك.
يقول
في [ بداية
السلوك] :
ظهر
لي أن اعتصاما بالكتاب وبحديث
المصطفى هو الصواب
بنيت
طــاعتي بـــــــــــاتبـــاع بالذكر
والحديث والإجمـــاع
وفي
قصيدة : [
إنني
عذت] يقول
داعيا :
وليَ
اشهدْ بنَبذ ما بعتُ قطعاًً ولي
اجعلْ قفوَ المشفع ديني
وفي
[مطلب
الفوزين ]
منك
أروم اليوم أن أكـــــونا ممن
أبوْا لـــــغيرك الـرُّكونــــــا
وأن
أطيعَك بنهج المصطفى سنتِه
البيضاءِ يا من اصطفى
وفي
قصيدة {وما
محمد} يقول
مؤكدا:
لستُ
أزالُ أعبد الله الجليل إلى
مماتي بسنة الــــرسول
وفي
قصيدة
[الفاتحة]
دينيَ
قفْوُ المصطفى محمدِ قلبًا
وقالَبا لوجه الصمـــــد
وفي
الثالث من شهر يونيو 1903
وجه
رسالته المشهورة إلى الحاكم الفرنسي
بـ"اندَرْ"
وفيها«
فاعلم بأني
لا أكتب ولا أقول بلساني ما لم يكن في
قلبي(...) فمن
فال لك إني مخالف لسنة رسول الله صلى الله
تعالى عليه بآله وصحبه وسلم وبارك فقل له
كذبت لأني ولله الحمد والشكر لا حاجة لي
في غير متابعة رسول الله صلى الله تعالى
عليه بآله وصحبه وسلم في كل ما يليق بي
... »
ثانيا:
صرح
بأن مهمته وهدفَه إحياءُ السنة العراء
وتبيينُها وإزالة ما علق بها من الشوائب
والبدع فقال:
دعا
مدادي وأقلامي لخدمته إحياء
سنته بالحكم والحكم
للمصطفى
نويت ما يجددُ سنتَه
الغـــــراء وإني أحمد
وفي
[مقدمة
الأمداح]
يقيني
إلهي وهو كليتي يحيي بجاه
رسول الله من نَهجَه أُحيي
نظافته
كلي من اللغو طهرت وسنـتَـــه
إن شـاء ربي أُبَيِّنُ
ثاثا:
يعلن
الشيخ في الوقت
نفسه أن دعوته مبنية وقائمة على السنة
النبوية فبها
يربي ويقود أتباعه، يقول في قصيدة [وقاني]:
إلى
الله بالقرءان والسنةِ التي هدتني صرفت الكلَّ والقلبُ خاشع
وفي
قصيدة أخرى يؤكد:
نويتُ
قودَ من يلوذون بيا إليك
مع سنةِ خير الأنبيآ
وأما
أقواله في حث أتباعه على التقيد بالسنة
ونبذ البدع فكثيرة ومتناثرة في ثنايا
كتبه وقصائده ، ولا يمكن حصرها ، ومنها
قوله – رضي الله عنه-
: [المجموعة]
من
طلب الوصول للجليل فليعتصم
بسنة الرسول
ولازم
الكتاب والغــــراءا وفارق
البدع والأهـــواءا
ولازموا
سنةَ خير المرسل عليه
خيرُ صلوات المرسل
ومن
تحذيراته من مخالفة السنة ومن الابتداع
قوله:
ويل
لمن بدا له انحــــــــرافُ عن
سنة الماحي أو انصـــراف
من
لم يكن برسول الله مقتديا في
دينه فهو مغرور يرى النقمـا
واجتنبوا
أهواء نفس وابتداع واشتغلوا
في كل حين باتباع
إذ
جمع الخير في الاتبــــاع وجمع
الشر في الابتــــــداع
- السنة في حياة الشيخ :
لسنا
في حاجة إلى الإطالة في إيراد شواهد من
تمسك الشيخ بالسنة في حياته العملية ؛
فحياته كلها اقتفاء لأثر الرسول صلى الله
عليه وسلم ، وقد أصبح وريثه الكامل في
جميع حركاته وسكناته ، في عباداته وعاداته
ومعاملاته .
وقد
شهد بذلك جميع معاصريه المنصفين .
ومنهم
العلامة الموريتاني عبد الله السالم الذي
قال فيه:
ورثتَ
المصطفى المبعوث فينا بنشر
الحق حين الحقُّ بادا
سوى
أن النبوة كان حِرمــــا على
من بعد أحمدَ أن تعـادا
فتحتَ
الخيرَ بــابا بعدَ بــابٍ وبابُ
الشر كنتَ له ســــدادا
بهديك
سنة المختار تحــــيَى وتحيِي
كفُّك السنةَ الجمـــادا
ومن
جهة أخرى ، هو الذي أعاد على أرض الواقع
حياة النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه
وتربيته لهم ، فقد عقد العزم على إقامة
مجتمع يعيش في إطار السنة ، وبنى لهذا
الغرض قرى عديدة ، ومدينة طوبى شاهد ناطق
على أنه يترجم أقواله إلى أفعال ملموسة،
فقد أعلن بصراحة أنه بناها بهدف إحياء
السنة، يقول في [
مطلب
الفوزين]
مبتهلا:
أدعوك
أن تجعله دارَ التــقى والعلم
والدين ودار الارتقا
ومسلكا
لسبــــــل اتبـــــاع ومتركـــا
لسبـــــــل ابتداع
ودار
إخلاص وصدق وورع ودار
سنة ومنجى من بدع
واجعله
دأبا مسكنَ اتباع لسنةٍ
لا مسكنَ ابتــــــداع
وقد
اتبع الشيخ منهج الرسول صلى الله عليه
وسلم في تربية أصحابه ، فيوجه كل فرد إلى
نشاط يلائم طبيعته ويصلح حاله ويصفي نفسه:
فيمارسون
التعلم والعبادة والذكر والتأمل ، وصف
الشيخ امباكي بوسو – أحد كبار تلاميذه –
هؤلاء الأصحاب بقوله :
لا
يعرفون سوى غشيانِ مسجدِهم أو
درس ألواحهم والحرث في الجرًد
وقد
كوَّن الشيخ في طوبى جيلا كاملا من العلماء
العاملين قاموا بحمل تعاليمه ونشرها.
الخاتمة
هذه
هي السنة بمدلولاتها ، وقد بينا موقف
الشيخ منها نظريا وتطبيقيا ، وهو موقف
واضح جلي ؛ وينبغي مع ذلك أن نعترف بأن
بعضا من المريدين في وقتنا الراهن لم
يلتزموا التزاما تاما بتعاليمه وإرشاداته
لأسباب عديدة ، أهمها اتباع الأهواء وتفشي
الجهالة التي أشار إليها الشيخ بقوله :
ومن
مكائد اللعين المجرم صد
المريدين عن التعلم
ولم يكتف هؤلاء بإغفالهم عن تعاليم الشيخ الخديم وإرشاداته، بل يصل بهم الأمر إلى نعت كل من يحاول التقيُّدَ بالسنة قدر الاستطاعة بعدم الصدق في إرادته وفي انتمائه إلى المريدية.
وبالمقابل نرى بعض الزاعمين بأنهم السنيون يحتكرون لأنفسهم حق الحكم على المريدين بالخروج عن زمرة أهل السنة، وفقا لفهمهم وأصول مذهبهم، وإن رأوا في هؤلاء المريدين من هم أكثر التزاما بالسنة منهم وأشد دفاعا عنها! وفي اعتقادي أن في كلا الموقفين تطرُّفًا بعيدًا عن الصواب.
سام
بوسو عبد الرحمان
طوبى
– السنغال
* هذا نص محاضرة كنت نشرته في ٢٠٠٨ قمت بتحديثه بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف
بخ بخ، يا لها من مبادرة "سامية" [أولا: سامية نسبة إلى واضع المدونة سام بوسو عبد الرحمان، ثانيا: راجع إلى المعنى اللغوي أي العالية] والقيمة التي، دون ريب، تتيح لمن ليس لهم باع طويل في هذا المجال بل وبعض "المتخصصين" أيضا، فهم الفكر الخديمي وطريقته في الكتابة ومشاريعه النهضوية. وليس من شك أن الحركة المريدية متأزمة وفقيرة من مثل هذه المبادرات الثقافية، لاسيما تلك التي تتخذ من لغة الضاد وسيلة، بل مطية لنشر الأفكار الخديمية.
ردحذفأبقاكم الحي القيوم الذي لا يعتريه الوسن ذخرا للمريدية وللأمة الإسلامية جمعاء.
محمد غالاي أنجاي أندام خليل، بروكسيل
حقا إنها لمساهمة قيمة فلكم جزيل الشكر، إلا لدي ملاحظيتن شكليتين:
ردحذف1- صغر حجم الخط بحيث يصعب أحيانا قراءة بعض الكلمات إلا بعد عناء.
2- صدر البيت: "فجلت بين الأوليا والعلما" أليس الصحيح:" فجلت بين العلما والأوليا..... ليا"
بارك الله فيكم على هذه المقالة الرائعة وشكر الله لكم سعيكم
ردحذفبارك الله فيك يا أخي وجزاك خيرا على هذا البيان.
ردحذفإن مما يؤسف له وجود الموقفين المتطرفين المذكورين في ذيل المقالة: موقف بعض المريدين الذين ضربوا عرض الحائط بتعاليم الشيخ وبحياته النموذجية في إحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم في نفسه وفي من حوله؛ ثم موقف بعض المتسمين بالسنيين الذين وضعوا أنفسهم في سماوات عاليات، وكل من ليس منهم فهم المبتدعة أهل الحضيض. فواجب أصحاب الموقف اللأول العزيمة على محاربة هوى النفس وتفهم القرءان الكريم وسنة رسول الله وتعاليم الشيخ الخديم، وعليهم كذلك أن يعلموا أو يتذكروا أن مجرد الانتساب إلى المريدية دون محاولة النسج على منوال الشيخ الخديم لايجدي عند الله شيئا. وعلى أهل الموقف الثاني أن يعيدوا النظر في حسن ظنهم بأنفسهم وفي سوء ظنهم بإخوانهم المسلمين، وأن يتذكروا كلام المصطفى: "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم"؛ وأن يقتدوا بمن مدحهم القرءان، لماذا مدحهم؟ لأنهم "يؤتون ماءاتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون"
أما عن التصوف، فكثيرون من الناس يجهلون أن مدلول الكلمة أقدم عمرا من الكلمة بآلاف السنين. ولايكاد يختلف علماء التصوف في أن التصوف الصحيح هو الالتزام بالشرع والمواظبة على التقرب إلى الله تعالى وحمل هوى النفس على أن تكون تبعا لما جاء به رسول الله، أو هو هذا الإحسان الذي هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك. وهذا المدلول لكلمة التصوف قديم قدم البشر على الأرض، لأنه في كل جيل من أجيال البشر يوجد من اتخذه ديدنا لحياته. فلا ينفي وجود التصوف عدم ورود الكلمة في لغة الرعيل الأول. ومما يدعو إلى الضحك أن تجد بين منتقدي التصوف من يجتهد يوميا لتكون حياته ملؤها التصوف!
اللهم اهدنا جميعا صراطك المستقيم
المفتش هارون انيانغ
كولاخ
نصركم الله واثبت اقدامكم في حماية السنة المحمدية والمريدية التجديدية الاحمدية.
ردحذف