من
أسرار الصوم وعجائبه أنه يُصفِّي خواطرَ
الصائم وترقق مشاعرَه ويدفعه إلى التأمل
الذاتي في أغوار حياته، فتتوارد في فؤاده
أحوالٌ تسمو به إلى آفاق وجدانية عالية
يلوح فيها بعض الحقائق التي تتوارى عادةً
في خِضَمِّ هذه الحياة المادية المضطربة.
والإنسان
بسبب تعاميه عن تلك الحقائق يظل مكبلا
بقيود وأغلال وهمية ثقيلة!
وأحيانا
يغشاني بشكل خاطفٍ مثلُ هذه اللحظات
فيتراءى لي من خلالها بعضُ الدسائس التي
تعكر صفوَ حياتي الروحيةِ من حبٍ للدنيا
واتباع للأهواء وانغماس في الملذات
فأتحرقُ تحسرا على ماضاع من العمر وفات
من الخير!
حقيقةً،
يقودنا الصومُ إلى واحات إيمانية صافية
خالية من مُلوثات هذه الحياة المادية
الخانقة تزودنا رياحينها بطاقات روحية
كفيلة بفك القيود والأغلال الوهمية، و
العبد الضعيف يتمنى أن تصمد هذه الطاقات
بعد رمضان أمامَ هجمات القوى الشهوانية
الطاغية..
ولكن
هيهات وهيهات!