من المؤشرات
الدالة على رقي مجتمع ما مكانةُ الطفل
والطفولة فيه ومستوى الرعاية التي يحظى
بها. كما أن من
أمارات التخلف إهمالَ الطفل وعدم اعتباره وذلك بحكم تأثيره
القوي في مستقبل الأمم ومصيرها.
فالطفل يتسم
بالضعف في بنيته الجسمية، ولكنه قوي في
استعداداته الواسعة وبفطرته الصافية ،
ومن هنا ضرورة الاهتمام به والعناية بجميع
جوانب حياته، النفسية والعقلية والجسمية
والاجتماعية وغيرها.
وما نشاهده في
الوقت الراهن صباحَ مساءَ من مظاهر الإهمال
بل والإذلال لأطفالنا الصغار يدعو إلى
القلق ويفرض على جميع المسؤولين في مختلف
المستويات السياسية والدينية والأمنية
أن يقفوا وقفة تأمل ودراسة لأوضاع الأطفال
في مجتمعنا.
فلا بد من وقفة
جادة لتصحيح هذه الأوضاع التي يعيشها
الأطفال في شوارع المدن من التسكع والتشرد
والتعرض لأنواع مختلفة من الاعتداء؛
فثروتنا الحقيقية ليست المواد الخامة
التي نتحدث عنها باستمرار ولكنها الموارد
البشرية المتمثلة في أبناء البلاد.