في واقع الأمر، تُعتبر مؤلفاتُ الشيخ أحمدَ الخديم من أروع ما كُتب باللغة العربية وأثراه شكلاً ومضمونا، أسلوبا ومعنى، في مجالات مختلفة شرعية وأدبية، ويُعد الشيخ ضمن أكثر المؤلفين إنتاجاً في القرن الرابع عشر الهجري. يقول الفيلسوف الألماني مراد هوفمان، في معرض حديثه عن "بوارق العبقرية الإسلامية" إن ذاكرة التاريخ حفظت أسماء شخصيات لها وزنُها مثل الهندي العلامة الشيخ ولي الله والشيخ محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية، والشيخ أحمد بمب في السنغال[1].
ولكن هذه الكتابات البالغة الروعة ظلت إلى حدٍّ ما محصورة بين أيدي مريديه وقلةٍ من باحثي العالم الإسلامي، على الرغم من الجهود التي بذلها أبناؤه وكبار أتباعه في طباعتها ونشرها؛ لأن مؤلفات الشيخ وقصائده كانت وما زالت تنسخ باليد، وتطبع بالخط المغربي الإفريقي الذي لا يتداول إلا نادرا في خارج منطقة شمال إفريقية وغربها.
فقد أحدثت الرابطة نقلة نوعية، على غرار دائرة روض الرياحين، بعنايتها بكتابات الشيخ وبطباعتها طبعات دولية؛ فبعد صدور "ديوان العلوم الدينية"، جاء ديوان "سعادات المريدين في أمداح خير المرسلين" ليؤكد هذا التحول النوعي في طريقة نشر التراث المريدي بصفة عامة وكتابات شيخنا أحمد الخديم بصفة خاصة على مستوى العالم، وهو تحول يتمُّ بتشجيع ومباركة ودعم من سماحة الخليفة الشيخ محمد المنتقى حفظه الله تعالى وأيده ونصره، وسدد خطى هذه الرابطة وبارك في جهودها.