في الثالث من يوليو ٢٠٢٢، زار وفد رفيع المستوى من مجلس حكماء المسلمين لطوبى برئاسة أمينه العام المستشار القاضي محمد عبد السلام، يتكون من معالي السيد آدم جينغ المستشار الخاص للجنة العليا للأخوة الإنسانية ولمجلس حكماء المسلمين، والدكتور سمير بو دينار المدير التنفيذي لمركز البحوث التابع لمجلس حكماء المسلمين، والسيد أحمد حمدي مدير مكتب الأمين العام لمجلس الحكماء، والدكتور أحمد بركات المدير الإعلامي في مكتب الإمام الأكبر شيخ الازهر والسيدة خديجة كابلي مدير مشروع في اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، وكان الوفد برفقة معالي السفير بابكر با مستشار رئيس البرلمان السنغالي للشؤون الدبلوماسية، والنائب السابق في البرلمان السيد أحمد بمب صال المستشار الخاص لرئيس البرلمان.
وأثناء اجتماع الوفد بالخليفة، ألقى الشيخُ أحمد البدوي كلمةً رحّب فيها بالوفد، باسم سماحة الشيخ محمد المنتقى، وشكرهم على "هذه الزيارة الكريمة لمدينة طوبى التي تُعْتبرُ رمزاً للسَّلامِ والمحبةِ والتلاقِي بين البشر بِـمُخْتَلفِ شرائحِهِم ومَشارِبِهِمْ وانتماءَاتهم"، وبيَّن فيها أن الأهداف التي يسعى المجلس لتحقيقها تتماشى مع دعوة الشيخ أحمد الخديمِ رضي الله تعالى عنه وَمَنْهَجِه السِّلْمِيِّ" وأشار إلى أن الشيخ جعل العلوم والتقوى وسائلَ لجهادِه، كما يقول: "كتابتي نابت عن السلاح". ومن هنا أكّد للوفد أن الشيخ الخليفة يُرحِّب بكل مبادرةٍ من شأنها الإسهام في تحقيق السلام والعدالة للبشرية جمعاء.
وبعد هذا الترحيب، تناول الأمين العام الكلمة ليبلغَ الشيخَ الخليفة تحيات رئيس المجلس الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وشكر في كلمته الشيخ الخليفة منوِّها بمواقفه الإيجابية تجاه قضايا الأمة، وبجهوده المستمرة في ترسيخ السلام في المجتمع السنغالي المسلم، تماشياً مع تعاليم مؤسسة الطريقة المريدية الشيخ أحمد الخديم رضي الله تعالى عنه المعروفة باتجاهه السلمي، ثم عبّر عن ارتياحه وشعوره بالطمأنينة في زيارته لمدينة طوبى، وأخيراً، قام بتعريف المجلس وبيان أهم أهدافه للشيخ، "فهو هيئةٌ دوليَّة مستقلَّة تأسَّست في 21 رمضان من عام 1435 هـ، الموافق 19 يوليو عام 2014 م، تهدف إلى تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة، وتجمع ثلَّة من علماء الأمَّة الإسلاميَّة وخبرائها ووجهائها ممَّن يتَّسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطيَّة، بهدف المساهمة في تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة، وكسر حدَّة الاضطرابات والحروب التي سادت مجتمعات كثيرة في الآونة الأخيرة، وتجنيبها عوامل الصراع والانقسام والتَّشرذم ".
وقبل المغادرة طلب رئيس الوفد من الشيخ محمد المنتقى أن يدعو الله تعالى له ولرئيس المجلس، كما قدم إليه هدايا رمزية من كتب ووثائق تتعلق بالمجلس، وأعطاه الشيخ الخليفة من جانبه بعضا من مؤلفات من تراث الشيخ الخديم رضي الله تعالى عنه، أصدرته دائرة روض الرياحين، بالإضافة إلى كبش جميل. وبعد صلاة العصر غادر الوفد مدينة طوبى متوجها إلى دكار.