أسدلت الستار على فعاليات الملتقى الخامس للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم في الثالث والعشرين من شهر يناير 2025م بالعاصمة الموريتانية نواكشوط. وكانت هذه النسخة الخامسة تحت شعار "القارة الإفريقية.. واجب الحوار وراهنية المصالحات"، وقد شارك فيها عدد من الوزراء وممثلي الحكومات الإفريقية والعلماء والمفكرين والأكاديميين والخبراء، من كافة أنحاء القارة الإفريقية، والعالم.
وأسفرت جلسات الملتقى التي استمرت ثلاثة أيام عن توصيات مهمة تضمنها البيان الختامي وهي:
- إطلاق شبكة إفريقية للحوار والمصالحة، فتنشأ منصة رقمية متعددة اللغات، تضم العلماء والمفكرين والقيادات المجتمعية من مختلف دول القارة تهدف الشبكة إلى توفير مساحة تفاعلية لتبادل الخبرات والنماذج العملية للمصالحات، وإلى تقديم حلول مبتكرة وتسترشد بالمعرفة المحلية لحل النزاعات، وإلى دعم التواصل بين الأطراف المتنازعة باستخدام تقنيات الترجمة الفورية لتعزيز الفهم المتبادل.
- إطلاق برنامج تدريبي متكامل للشباب والنساء في الوساطة المجتمعية؛ يستهدف تمكين الشباب والنساء في المناطق المتضررة من الصراعات من اكتساب مهارات الحوار وحل النزاعات، والمشاركة الفاعلة في جهود المصالحة على المستويين المحلي والإقليمي، ودعمهم ليصبحوا وسطاء فاعلين في مجتمعاتهم بالتعاون مع المؤسسات الدينية والحكومية.
- إنشاء صندوق دعم المصالحات والتنمية المحلية تأسيس صندوق إفريقي مشترك بتمويل من الحكومات والشركاء الدوليين، يُخصص لدعم مبادرات المصالحات القبلية، والمجتمعية في القارة الافريقية، وتمويل برامج التعليم والتدريب في المناطق التي تشهد نزاعات.
- تطوير نظام ذكاء اصطناعي لتحليل النزاعات وإدارة المصالحات، والتعاون مع شركات تكنولوجيا دولية لتطوير تطبيق ذكي قادر على تحليل جذور النزاعات بناءً على بيانات تاريخية واجتماعية واقتصادية، لتمكين الجهات المعنية من اقتراح حلول مخصصة لكل نزاع بناءً على معايير علمية وإنسانية.
- إطلاق جوائز سنوية محلية للمصالحة والحوار في إفريقيا تمنح لأفضل المبادرات المجتمعية والفردية التي نجحت في حل نزاعات طويلة الأمد، أو تقليل حدة التوترات في مناطق النزاع، وفي تعزيز الحوار بين المكونات المجتمعية المختلفة، ودعم ثقافة السلم بوسائل إبداعية تجمع بين الإرث الحضاري الإفريقي والابتكار.
- استحداث لجنة للحوار والمصالحات والتنمية، تجمع بين الحكماء والوجهاء والعلماء في كل بلد، وتعنى بالوساطات والمصالحات لفض النزاعات سواء كان مردها إلى ضغائن تاريخية أو عصبيات عرقية وقبلية أو كان سببها الفكر المتطرف والإرهاب. ومن وظائف هذه الهيئة المقترحة التكوين
- تطوير مقرر دراسي بعنوان "ثقافة الحوار"، في المدارس والمعاهد الحكومية ومؤسسات التعليم الشرعي العتيق على مستوى القارة الافريقية.
- إنشاء مركز متخصص للحوار يتبع المؤتمر الافريقي لتعزيز السلم، وإصدار مجلة السلم الإفريقية وتكون خاصة بالقارة ويكتب فيها أبناء القارة الإفريقية.
- إعداد برنامج صيفي للمشاركين يتضمن دورات تدريبية وتكوينية على مفاهيم السلم وقيم التسامح ومصطلحات الحوار، لتزويدهم بعدة مفهومية وأدوات حجاجية، تساعد على قوة البراهين والقدرة على الإقناع، ليقوم المشاركون بالدور المرجو منهم في الحوار والصلح.
- كتابة ميثاق إفريقي للحوار، يتضمن مجموعة من الأسس والمبادئ الحاكمة، وتشكل أرضية للتوافق بين الساعين إلى الإصلاح والمصالحة في إفريقيا، ويكون هذا الميثاق دستورا ومرجعا للمتحاورين في القارة، ومائدة إفريقيا لميثاق دستورا ومرجعا للمتحاورين في القارة، ومائدة إفريقية عالمية يجلس إليها كل محتاج.
هذه هي التوصيات المنبثقة من جلسات هذه النسخة الخامسة لملتقى المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم الذي يترأسه العلامة سماحة الشيخ عبد الله بن بيه حفظه الله تعالى.
وهي توصيات إذا وُجدت لدى أصحاب القرار في القارة إرادة تنفيذها وتوفرت آلياته ستنعكس بالضرورة على أوضاع القارة وعلى مستقبلها وستتحسن بالتالي حياة سكانها.