الأحد، 6 مارس 2011

فلننتبه أيها المواطنون!

يشهد العالم العربي تقلبات سريعة ومهمة من جراء الانتفاضات الشعبية التي أدت إلى سقوط النظام في بعض دوله ونشوب معارك في دول أخرى. وقد كانت الأحداث مفاجئة وغير متوقعة لا من قبل خبراء هذه الدول ولا من المراقبين الأجانب.

وفي الأيام الأخيرة بدأت تلوح في الأفق بوادر توحي باحتمال تسرب هذه الظاهرة إلى وطننا السنغال، فقد ارتفع بعض الأصوات تنادي باعتصامات في ساحة الاستقلال في قلب العاصمة دكار أملا في استيراد الثورات التي اندلعت في أماكن متفرقة من العالم العربي.

ونظرة متأملة للأوضاع في البلدان التي شهدت هذه الثورات تثبت أن الشعوب فيها كانت قد يئست من إحداث تغيير ديموقراطي في الحكم بسبب سيطرة شرذمة قليلة على مقاليد الأمور السياسية وغلق جميع الأبواب بإحكام أمام كل محاولة للتغيير.

وفي السنغال، على الرغم من الأحوال الاقتصادية الخانقة ، لم يفقد الشعب بعدُ أملا في إمكانية تغيير النظام بشكل سلمي، إن أراد ذلك، بواسطة الانتخابات لما له من تاريخ عريق وحافل من الحياة الديموقراطية وبدليل أن المعارضة هي التي تسيطر الآن على بلديات المدن الكبيرة.

وكل من يتأمل في الدوافع التي حركت تلك الأصوات يكتشف وراءها بسهولة جري أصحابها وراء المصالح الشخصية التي تتستر تحت دعوى تحقيق العدالة والحرية وما شابه ذلك.

ومن هنا يتعين على الذين يحرصون على مستقبل السنغال وأمنه واستقراره ولا يبغون عنه ملاذا أن يقفوا بكل حزم وقوة للتصدي لكل ما يمكن أن يجر الخطر على البلاد والعباد من أي جهة كان.

فالسنغال الذي يواجه منذ ما يقارب ثلاثين سنة من حركة تمرد في منطقته الجنوبية ويعاني من أزمة إقتصادية حادة لا يحق لأحد أن يتلاعب بأمنه واستقراره.

وعلى هذا الأساس أرى أن من الواجب في الوقت الراهن قيام حركة وطنية مخلصة للسهر على سلامة هذا البلد وشعبه ومقدراته ولحماية ديموقراطيته من المغامرين والمتهورين والفاسدين، كي لا نقع في دوامة من الفوضي أو أعمال عنف قد تهلك الحرث والنسل.

فلننتبه أيها المواطنون، قبل أن يبلغ السيل الزبى !

سام بوسو عبد الرحمن

طوبى، ٥ مارس ٢٠١١

هناك تعليقان (2):

  1. سلام الله عليكم، وبعد الشكر والتقدير، فإنه – دون أدنى شك – خطر خطيرٌ، يجب البدار إلى انتشاله والقضاء عليه قبل الفوات، إذ التغاضي عنه قد يفضي بالشعب السنغالي إلى صخب وضجيج، ويؤدي به إلى حروب دامية وعواقب وخيمة. فلا يمكن التطورُ والرقيّ إلا بالاستقرار وباستتباب الأمن، وعلى ذلك، فكل ما يزعزعه فحتمٌ كيّه واستئصال جذوره، وكذلك فلازمٌ على أصحاب اليراعة والكلمة المسموعة أن ينبهوا بني جلدتهم ويوقظوهم من سباتهم العميق قبل أن يصطلوا بنيران ملتظية لا تصيب الظلمة خاصة، إذ لا يعقل أن يؤجج مواطنٌ فتنة كبرى بدوافع مادية ومصالح شخصية، ويحاول أن يخدع الناس بدهائه وبلسانه، ويلقي بهم إلى التهلكة، وإلى شر شرير لا خلاص منه.
    فضلا عن ذلك فلا يقتصر الحريصون على مستقبل السنغال أن يتصدوا لهذا الخطر فحسب بل عليهم أن يخاطبوا الحكومة أيضا لتسهر على مصالح الشعب، ولتجدّ عاجلا لإنقاذه من الظروف القاسية والظروف الصعبة التي تعانيها وتقاسيها صباح مساء، وإلّا فلتترقب – لا قدر الله – ما حدث في تلك البلدان العربية، ولله در القائل:[من الطويل]
    شكوت وما الشكوى لمثلي عادة***ولكن تفيض العين عند امتلائها
    وشكراااااا

    ردحذف
  2. شكرا على هذا الموقف الصريح.لا أحد يجادل في كون الشعب السنغالي يعاني في كل قطاعات حياته، وقد بلغ به الحال حد اليأس من النظام القائم الذي عجز عن حل مشكلاته.ولئن وجب التعبيير عن حالة اليأس هذه بكل الأساليب المشروعة، إلا أن استيراد أي ثورة أيا كانت لاستنباتها في السنغال،سيبقى أمرا مرفوضا،فالثورات ينبغي أن تكون ـ إذا كان من الضروري ـ نابعة من واقع السنغال وحده، وليست من أي ظرف زماني أو مكاني آخر.
    إني في الواقع مع التعبير عن الغضب بالأساليب السلمية، لكني ضد أولئك الذين يصطادون في الماء العكر، ويستغلون عامة الناس، والشذذ من أجل مشكلاتهم الخاصة. فلماذا لم يسير بعض هؤلاء المحركين أي مسيرة من أجل معاناة الشعب، ولا شك في أن الشعب السنغالي لم تبدأ معاناته اليوم.
    وبعبارة أكثر صراحة: هناك من لا يقود مظاهرة أبدا إلا إذا مست مصالحه الخاصة،وعليه يجب على الشعب السنغالي أن يكون على المستوى حتى لا يخدع بالشعارات البراقة الفارغة من أناس عرفوا بالتلون، ولا يهمهم إلا المال.

    ردحذف

الآفاق المستقبلية لإدماج المدارس القرآنية في النظام التربوي الرسمي

بمناسبة الدورة الثالثة للاحتفال باليوم الوطني للدارات في السنغال، نظمت وزارة التربية الوطنية جلسات علمية قيمة في يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024...