بيان الجمعة غرة ربيع الثاني 1433 الموافق 24 فبراير 2012
حول الانتخابات الرئاسية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد نهنئكم في هذا اليوم المبارك ونسأل الله تعالى أن يحفظنا ويحفظ أئمتنا وبلادنا وسائر بلاد المسلمين.
وبعد؛
نوجه حديثنا اليوم إلى قضية الانتخابات التي يقبل إليها المواطنون السنغاليون بعد يومين فقط لاختيار رئيس للبلاد، فهذه الانتخابات حدث يشغل كثيرا من الناس ويمثل وضعا خاصا يتطلب من الجميع التعقل والتصرف بوعي لكي تمر العملية بهدوء وسلام فيكون البلاد هو الفائز في نهاية المطاف.
إن السعي للفوز برئاسة الدولة أمر مشروع ولكنه ينبغي أن يتم برفق وهدوء، فلنتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
" إن الله رفيق يحب الرفق، وإن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف "
والرفيق اسم مشتق من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها وضده العنف الذي هو الأخذ فيها بشدة واستعجال ..
والرفق مطلوب أيضا من أصحاب السلطة، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " اللهم من ولي من أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه "
وهذا الرفق منشود أيضا في كل شيء لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه "
وفي حديث آخر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ».
ويقول أيضا «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيَرْضَى بِهِ وَيُعِينُ عَلَيْهِ مَا لَا يُعِينُ عَلَى الْعُنْفِ
أيها الإخوة
في هذه الظروف من الحياة السياسية يكون من حق كل مترشح لتولي السلطة أن يسعي لكسب ثقة المواطنين عن طريق عرض قدراته وكفاءاته وخبراته، فقد حكى علينا القرآن الكريم قولَ سيدنا يوسف "قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم" وحكي عن ترشيح امرأة لسيدنا موسى بقولها "يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين"
ومن حق المواطنين الأبرياء أن يتمتعوا بعيش هادئ وآمن يطمئنون فيه على أنفسهم وأموالهم ويتمكنون من الاشتغال بالعمل والعبادة
ومن ناحية أخرى، علينا أن ننتبه إلى أن هناك من يسعى عن طريق وسائل الإعلام لتضعيف كلمة القيادة الدينية في السنغال وصرف الناس عنها لكي يصغوا إلى من لا دين لهم ولا أخلاق.
وعلى الأحزاب وأنصارهم والإدارة المنظمة والمراقبين للانتخابات السهرُ على نزاهة العملية والالتزام بنتائجها وبخلاف ذلك قد نفتح الباب لمشكلات يصعب حلها.
وأخيرا نذكر المريدين بأن غاية المريد في حركاته وسكناته وفي جميع تصرفاته تحري رضي المولى عز وجل.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحمنا ويحمي بلادنا وسائر بلاد المؤمنين من الفتن والمصائب وينشر الأمن والسلام علينا وعلى جميع المسلمين
والسلام عليكم ورحمة الله
الجمعة 1 من ربيع الثاني ١٤٣٣
الموافق ٢٤ فبرائر ٢٠١٢