الأربعاء، 14 يناير 2009

تعليق وجيز على كتاب الدكتور أحمد لوح

كيف نعيد للمسجد مكانته؟

[وأي مسجد يعنى الكاتب !
]
قرأت، منذ فترة، الكتاب الذي يحمل عنوان "كيف نعيد للمسجد مكانته" فوجدته قيما ومفيدا في موضوعه؛ فقد تناول فيه المؤلف البارز الدكتور أحمد لوح، بأسلوب واضح سلس ومحكم، مسائلَ عديدة تتعلق بالمسجد وأحكامه وبقضايا متصلة به، ووثقها بأدلة قوية ووجيهة. و منهجية صاحبنا في الكتاب تنِمُّ، بحق، عن مقدرة وحنكة وعمق في التفكير.

ولكني قدا ستوقفني المنهج الذي يقترح المؤلف أن يُدرس في المساجد، لأنه اختار كتبا ينتمي أصحابها جلهم إلى مدرسة فكرية معروفة تسمي نفسها "السلفية" ويسميها آخرون "الوهابية" نسبة إلى الشيخ محمد عبد الوهاب الشهير (رحمه الله).

وهذه المدرسة معروفة بعدائها السافر لكل ما يمت إلي الأشعرية والصوفية بصلة، وقد وصل الأمر ببعض أفرادها إلى إقصاء هاتين الطائفتين من زمرة أهل السنة والجماعة آتين في ذلك بقطيعة إبستيمولوجية سافرة وبتفنيد تحَكُّمي لما هو معروف في تاريخ الفكر الإسلامي ومُدَرسٌ فى أغلب مدارس وجامعات العالم الإسلامي من أن الأشعرية والماتريدية هما التياران المجَسِّدان، في علم التوحيد، لمذهب أهل السنة والجماعة، وأن الصوفية ليست مقابلة لطائفة أهل السنة والجماعة بدليل أن عديدا من عمالقة هذه الفرقة - بل ومن بين العلماء الحنابلة الأجلاء - وربما غالبيتهم، كانوا صوفيين حقيقيين.


وما يُهمنى قوله حول المنهج المقترح في الكتاب هو أنه : إذا كانت "أل" المصاحبة لكلمة المسجد عهديةً تشير إلى مساجد أهل السعودية والمنتمين إليها فكريا، فلا غبار على المنهج، وأما إذا كانت للجنس لتعم الكلمة جميع مساجد العالم الإسلامي، فعندنا في السنغال مناهج أراها أكثر مواءمة لمساجدنا، ولا تقِل فعالية ونجاعة في تزويد رُواد مساجدنا هذه بالتربية الإسلامية الصحيحة المطلوبة. هذا، إذا لم يكن الهاجسُ الحقيقي وراء اقتراح المنهج تحويلَ مساجدنا إلي مراكز لنشر مذهب فكري معين!
سام بوسو عبد الرحمن

هناك 5 تعليقات:

  1. سرج شام أيها الناقد البصير المحنك,
    حقا قلت, لا فض فوك .نحن اليوم في أمس الحاجة إلى أمثالكم, إلى مثقفين يعرفون المريدية الحقة ويدافعون عنها ولا يلتبس عندهم التفريق بين المريدية الحقة والوهابية الزائفة.
    إِنِّــي بِــحَــــمْــدِ اللَّــهِ أَشْـــعَرِيُّ ... عَــقِـــيدَةً وَالْـفِـــقْــهَ مَالِـــكِـيُّ
    طَرِيقَةُ الْخَدِيمِ ذِي النَّهْجِ الْقَوِيمْ ... طَرِيقَتِي ذَاكَ صِرَاطٌ مُسْتَقِيمْ
    أحمد بن محمد مرتضى
    دار المعطي

    ردحذف
  2. سرج شام أيها الناقد البصير المحنك,
    حقا قلت, لا فض فوك .نحن اليوم في أمس الحاجة إلى أمثالكم, إلى مثقفين يعرفون المريدية الحقة ويدافعون عنها ولا يلتبس عندهم الفرق بين المريدية الحقة والوهابية الزائفة.
    إِنِّــي بِــحَــــمْــدِ اللَّــهِ أَشْـــعَرِيُّ ... عَــقِـــيدَةً وَالْـفِـــقْــهَ مَالِـــكِـيُّ
    طَرِيقَةُ الْخَدِيمِ ذِي النَّهْجِ الْقَوِيمْ ... طَرِيقَتِي ذَاكَ صِرَاطٌ مُسْتَقِيمْ
    أحمد بن محمد مرتضى
    دار المعطي

    ردحذف
  3. أخى الكريم:
    وجهة نظرك صائبة في القضية التي يتناولها الكتاب المعني، وأرى بأن المسلمين ما لم ينفكوا من عقدة التسليم بكل ما يقال ويكتب لهم دون تدقيق النظر وإعمال العقل والفكر فيه، فلن نتقدم شبراإلى الأمام، مما لا شك أن هناك عقليات ابتليت بالانبهار الشديد لكل فكرة يروجها أهل المشرق بصفة عامة والبعض منهم بصفة خاصة، ومن عايش هؤلاء القوم ويسبر النفسية الكامنة وراء كثير من أفكارهم وآرائهم لوجد أنهم ينظرون إلى الإسلام بالعيون التي تكونت لديهم نتيجة البيئة والثقافة السائدة عندهم، ولا يعبرون عن الرؤية أو النظرة الصحيحة للإسلام .

    ردحذف
  4. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وبعد : أيها الإخوة إذا كانت السلفية معيبة لمجيئها من المشرق العربي وفديننا الإسلام بلسان مقالكم وحالكم معيب لأنه كذلك ، السلفية ذمها ذم صريح لما كان عليه النبي وأصحابه فهم لا يسجدون للأصنام الناطقة ولا للأصنام الصامتة ولا يسلمون وجوههم لمن يموت بل يسلمونها لمن يميت ولا يموت قال الله تعالى : " وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا " الله المستعان

    ردحذف
  5. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وبعد : أيها الإخوة إذا كانت السلفية معيبة لمجيئها من المشرق العربي وفديننا الإسلام بلسان مقالكم وحالكم معيب لأنه كذلك ، السلفية ذمها ذم صريح لما كان عليه النبي وأصحابه فهم لا يسجدون للأصنام الناطقة ولا للأصنام الصامتة ولا يسلمون وجوههم لمن يموت بل يسلمونها لمن يميت ولا يموت قال الله تعالى : " وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا " الله المستعان

    ردحذف

إشكاليات في بعض المفاهيم المريدية… إصدارٌ جديد للدكتور خادم سِيلا

تمثِّل المفاهيمُ أدواتٍ ضروريةً لبناء المعارف وتوجيهِ التفكير، ولذلك تؤثر تأثيراً بالغا في مواقف الناس وسلوكياتهم. وهي تتشكَّل ضمن سياقات مع...