سياق تأسيس "كر أسكي"[1]
الزكاة ركن عظيم من أركان الإسلام، وقد فرضها الله تعالى على أصحاب الأموال فقال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) (التوبة: 104). وحدَّد مصارفها في كتابه العزيز. وفي مقدمة هذه المصارف الفقراء والمساكين، قال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيم} [التوبة:60].
وفي الزكاة فوائد جمة للفرد وللمجتمع، وتعتبر من أفضل الوسائل لمحاربة الفقر وللتضامن مع الضعفاء، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ بن جبل رضي الله عنه -حين بعثه إلى اليمن-: «أخبرهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردُّ على فقرائهم» (أخرجه البخاري ومسلم).
وكان الشيخ الخديم رضي الله تعالى عنه مؤسس الطريقة المريدية حريصاً على تطبيق أوامر الله تعالى في جميع المجالات، مما أدى بالمريدين إلى الاهتمام بالتكافل الاجتماعي ،والتعاون، والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة.
ويحرص كثير من المسلمين في السنغال على إخراج الزكاة وتوزيعها. ولكن المقاصد والحكم الشرعية لهذه الفريضة لا تتحقق غالبا لغياب جهاز منظِّم لعملية جمع الزكاة وتوزيعها، مع أن المجتمع في حاجة ماسة إلى استغلال هذا المصدر المالي الإسلامي المُهم لسدّ احتياجات الفقراء والمساكين وإخراجهم من حالة الفقر والبؤس إلى حال الغنى واليسر .
وفي هذا السياق أعطى الشيخ محمد المنتقى الخليفة العام للطريقة المريدية لمنظمة «طوبى جكنم» إذنه بإنشاء صندوق للزكاة وإدارته.
وقد كانت من الأهداف الأساسية لـ «طوبى جكنم» محاربة الفقر والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في «طوبى» وفي رفع المستوى الثقافي، والوعي الديني في أوساط المريدين، ولذلك كان إنشاء صندوق للزكاة والوقف تحت إشرافها منسجما مع أهدافها وغاياتها.
الغايات المرسومة
• الإسهام في تحقيق المقاصد الشرعية من الزكاة.
• تسهيل عملية إخراج الزكاة للمسلمين.
• تسهيل توزيع الزكاة على مصارفه.
• بث روح التضامن والتراحم في المجتمع.
• ضمان الشفافية في تدبير أموال الزكاة.
أبرز مهام كر أسكي
o توعية المسلمين بأهمية إخراج الزكاة بالطريقة التي تحقق مقاصدها الشرعية.
o مساعدة المسلمين على إخراج الزكاة وقفا للشروط والضوابط التي حددها الشرع.
o جمع الزكوات وتدبيرها بشفافية.
o تنظيم عملية توزيع الزكوات على مصارفها الشرعية بشفافية.
الهيئة الشرعية
ولضمان الشفافية والتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية ومقاصدها في جميع أنشطة "كَرْ أسَكَيِ ومعاملاته، تم تشكيل هيئة شرعية تتمثل مهمتها في:
o السهر على احترام الأحكام الشرعية في جميع أنشطة ومعاملات «كَرْ أَسَكَيِ»
o إبداء الحكم الشرعي في المسائل والقضايا التي تعرض عليها.
o وضع برامج التوعية والتعليم لـ«كَرْ أَسَكَيِ».
وتضم الهيئة الشرعية شخصيات معروفة بكفاءاتها العلمية ومؤهلة للتواصل مع المواطنين في التوعية والإرشاد والتوجيه بكل ما يتعلق بفريضة الزكاة والصدقات والكفارات والنذور والأوقاف وما يتصل بها من المسائل الفقهية. ويرأس هذه الهيئة الشيخ صالح امباكي بن المجاهد الشيخ محمد المرتضى رضي الله تعالى عنه .
وفي الختام، يمكن القول بأن الأمل في نجاح هذه مؤسسة "كَرْ أَسَكَيِ" يكون مشروعاً إذا نظرنا إلى ما تستند إليه من إذن الخليفة ومشاركة العلماء المعتبرين وخبرات طوبى تياكم في التدبير المالي والعمل الاجتماعي والتنموي وفي مساندة الفقراء والمحتاجين.
[1] راجع الوثيقة المرجعية لصندوق الزكاة والوقف «كَرْ أَسَكَيِ» تحت إشراف: منظمة طوبى جكنم طوبى المحروسة محرم 1443هـ/ أغسطس 2021م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق