فأبوه الشيخ محمد، الشهير بمام مام مور أنت سلي، رجل علم وقاض كبير، يحترمه الأمراء ويجله العلماء وكانت مدرسته كعبة القضاة، وكان خاله الشيخ محمد بص من أكبر العلماء في عصره.
وأمه هي السيدة مريم بوصو الشهيرة بجارة الله، كانت برَّة صالحة، وقد ربت أولادها على المروءة والدين.
دراساته:
تعلم القرآن وحفظه في سن مبكرة، وتبحر في اللغة العربية وآدابها، وتضلع في العلوم النقلية والعقلية.
ومن شيوخه الذين تعلم على أيديهم أبوه، وخاله الشيخ محمد بوصو، وعمه ابن خالة أبيه صامب كتلور كاه والشيخ محمد بن محمد الكريم الديماني. وكان يساعد والده في التدريس، فانصرف إليه جل التلاميذ لغزارة علمه، وفصاحة لسانه وقوة عقيدته.
ظهور حركته الإصلاحية:
وبعد وفات والده خلفه في المهمة، وقام بها خير قيام. ولكن بعد فترة وجيزة ظهرت حركته الاصلاحية حوالي عام 1883-1884م حيث حشر المتعلمين في المدرسة قائلا: "ألا من صحبنا للتعلم فقط فلينظر لنفسه، وليذهب حيث يشاء، ومن أراد ماأردنا فليسر بسيرنا"
والشيخ بهذا الموقف الجريء يرى أن التعليم لا يقتصر على حشر المعلومات المجردة فقط، ولكنه وسيلة لتحقيق أهداف تربوية.
وهكذا انضم إلى دعوته الرعيل الأول من المريدين الصادقين: أمثال الشيخ آدم غي، الشيخ إبراهيم امباكي، الشيخ سيدي المختار امباكي، الشيخ إبراهيم صار، الشيخ عبد الرحمن لوح، الشيخ أحمد غاي جموي، الشيخ مصامبا جوب، الشيخ إبراهيم فال، الشيخ امباكي بوصو.. وغيرهم.
وقد أحدث إعلانه هذا ثورة في الأوساط الفكرية والدينية، والاجتماعية والسياسية. فبعض العلماء والشيوخ ناصبوه العداء؛ لانصراف تلامذتهم وأتباعهم إليه، واتهموه بحب الرئاسة.
مواجهة الاستعمار:
أما المستعمرون وأذنابهم من الأمراء فقد ضاقوا به ذرعا؛ لأن دعوته أحدثت خرقا في التركيبة الاجتماعية والسياسية السائدة في ذلك الوقت، واتهموه بمحاولة القيام بثورة مسلحة، وبناء دولة إسلامية على غرار الشيخ عمر الفوتي ومبه جاخو وسليمان بال...
ولكن الشيخ الخديم كان يرى بثقاب بصره، أنه لا يمكن مواجهة هيمنة الدول المستعمرة بالأسلحة التقليدية، وأن خير وسيلة لمواجهتها السهر على تربية الأجيال وتعليمها.
محاكمته ونفيه:
هذا، وقد أفسدت الوشايات بينه وبين الاستعمار، فاستقدمه إلى العاصمة (سان لويس) حيث أجريت ضده محاكمة صورية يندي لها جبين التاريخ، وحكموا عليه بالنفي إلى الغابون، بالرغم من عدم وجود أدلة تدينه.
وقدانتدب الشيخ أخاه ومريده الشيخ إبراهيم لحمل مشعل الدعوة، يعاونه في مهمته كبار المريدين، أمثال الشيخ أحمد دمبي والشيخ إبراهيم فال والشيخ الحسن انجاي والشيخ عبد الرحمن لوح.
مكث الشيخ الخديم في منفاه قرابة ثمانية أعوام من 1895 إلى 1902م وبعد عودته إلى بلده نفى مرة ثانية إلى الصحراء الموريتانية وقضى هنالك أربع سنوات من 1903م إلى 1907م.
ثم نقلوه إلى منطقة موحشة ونائية في الشمال الشرقي للسنغال، وفرضوا عليه الإقامة الجبرية لمدة خمس سنوات من 1907 إلى 1912م.
إقامته الجبرية في جربل:
ثم أتوا به إلى جربل في عام 1912م وعاش فيها بقية حياته في الاقامة الجبرية طيلة 15 سنة، إلى أن التحق بالرفيق الأعلى 19/07/1927م فحمل إلى طوبى حيث ووري الثرى.
وبالرغم من فرض الإقامة الجبرية عليه، فإنه قضى حياته كلها في نشاطه الدعوي، وفي تربية المريدين وترقيتهم.
وقد تخرج على يده عدد من الدعاة والمصلحين الذين حملوا الأمانة من بعده، ورفعوا راية الاسلام عالية خفاخة.
رضي الله عنه وجزاه عن الإسلام خيرا
وأمه هي السيدة مريم بوصو الشهيرة بجارة الله، كانت برَّة صالحة، وقد ربت أولادها على المروءة والدين.
دراساته:
تعلم القرآن وحفظه في سن مبكرة، وتبحر في اللغة العربية وآدابها، وتضلع في العلوم النقلية والعقلية.
ومن شيوخه الذين تعلم على أيديهم أبوه، وخاله الشيخ محمد بوصو، وعمه ابن خالة أبيه صامب كتلور كاه والشيخ محمد بن محمد الكريم الديماني. وكان يساعد والده في التدريس، فانصرف إليه جل التلاميذ لغزارة علمه، وفصاحة لسانه وقوة عقيدته.
ظهور حركته الإصلاحية:
وبعد وفات والده خلفه في المهمة، وقام بها خير قيام. ولكن بعد فترة وجيزة ظهرت حركته الاصلاحية حوالي عام 1883-1884م حيث حشر المتعلمين في المدرسة قائلا: "ألا من صحبنا للتعلم فقط فلينظر لنفسه، وليذهب حيث يشاء، ومن أراد ماأردنا فليسر بسيرنا"
والشيخ بهذا الموقف الجريء يرى أن التعليم لا يقتصر على حشر المعلومات المجردة فقط، ولكنه وسيلة لتحقيق أهداف تربوية.
وهكذا انضم إلى دعوته الرعيل الأول من المريدين الصادقين: أمثال الشيخ آدم غي، الشيخ إبراهيم امباكي، الشيخ سيدي المختار امباكي، الشيخ إبراهيم صار، الشيخ عبد الرحمن لوح، الشيخ أحمد غاي جموي، الشيخ مصامبا جوب، الشيخ إبراهيم فال، الشيخ امباكي بوصو.. وغيرهم.
وقد أحدث إعلانه هذا ثورة في الأوساط الفكرية والدينية، والاجتماعية والسياسية. فبعض العلماء والشيوخ ناصبوه العداء؛ لانصراف تلامذتهم وأتباعهم إليه، واتهموه بحب الرئاسة.
مواجهة الاستعمار:
أما المستعمرون وأذنابهم من الأمراء فقد ضاقوا به ذرعا؛ لأن دعوته أحدثت خرقا في التركيبة الاجتماعية والسياسية السائدة في ذلك الوقت، واتهموه بمحاولة القيام بثورة مسلحة، وبناء دولة إسلامية على غرار الشيخ عمر الفوتي ومبه جاخو وسليمان بال...
ولكن الشيخ الخديم كان يرى بثقاب بصره، أنه لا يمكن مواجهة هيمنة الدول المستعمرة بالأسلحة التقليدية، وأن خير وسيلة لمواجهتها السهر على تربية الأجيال وتعليمها.
ومقالُكم إني أجاهدُ صادقٌ إنــي لوجه الله جَلَّ أجاهـــدُ
إني أجاهد بالعلوم وبالتقى عبدا خديما والمهيمنُ شاهدُ
إني أجاهد بالعلوم وبالتقى عبدا خديما والمهيمنُ شاهدُ
محاكمته ونفيه:
هذا، وقد أفسدت الوشايات بينه وبين الاستعمار، فاستقدمه إلى العاصمة (سان لويس) حيث أجريت ضده محاكمة صورية يندي لها جبين التاريخ، وحكموا عليه بالنفي إلى الغابون، بالرغم من عدم وجود أدلة تدينه.
وقدانتدب الشيخ أخاه ومريده الشيخ إبراهيم لحمل مشعل الدعوة، يعاونه في مهمته كبار المريدين، أمثال الشيخ أحمد دمبي والشيخ إبراهيم فال والشيخ الحسن انجاي والشيخ عبد الرحمن لوح.
مكث الشيخ الخديم في منفاه قرابة ثمانية أعوام من 1895 إلى 1902م وبعد عودته إلى بلده نفى مرة ثانية إلى الصحراء الموريتانية وقضى هنالك أربع سنوات من 1903م إلى 1907م.
ثم نقلوه إلى منطقة موحشة ونائية في الشمال الشرقي للسنغال، وفرضوا عليه الإقامة الجبرية لمدة خمس سنوات من 1907 إلى 1912م.
إقامته الجبرية في جربل:
ثم أتوا به إلى جربل في عام 1912م وعاش فيها بقية حياته في الاقامة الجبرية طيلة 15 سنة، إلى أن التحق بالرفيق الأعلى 19/07/1927م فحمل إلى طوبى حيث ووري الثرى.
وبالرغم من فرض الإقامة الجبرية عليه، فإنه قضى حياته كلها في نشاطه الدعوي، وفي تربية المريدين وترقيتهم.
وقد تخرج على يده عدد من الدعاة والمصلحين الذين حملوا الأمانة من بعده، ورفعوا راية الاسلام عالية خفاخة.
رضي الله عنه وجزاه عن الإسلام خيرا