بقلم الأستاذ/الشيخ سيدي مختار كاه
تقع طوبى في المنطقة الوسطى من السنغال، وتبعد عن العاصمة دكار بحوالي 190 كلم. وهي أكبر مدينة في البلاد بعد العاصمة، إذ يربو عدد سكانها على مليون نسمة.
وقد أسسها الشيخ الخديم في حدود عام 1888 أي قبل الغيبة البحرية بسبع سنوات. والهدف من إنشائه لهذه المدينة، تربية الأجيال وتعليمها، والعيش فيها وفق التعاليم الاسلامية وقد عبر عن رغبته تلك في أبيات مختلفة منها:
واجعل بنائي بناء علــم وعـــــمل بسنة وحلـــم
واجعله دأبا مسكن التعلم وموضع الفكرة والتفهم
هذا، وقد استصدر الشيخ عبد الأحد - قدس الله روحه– الخليفة الثالث، قرارا من السلطات الحكومية يمنع منعا باتا في طوبى تعاطي الكحول، وشرب الدخان، وارتداء اللباس غير المحتشم، وجميع الممارسات المخالفة للدين. واجعله دأبا مسكن التعلم وموضع الفكرة والتفهم
والمسجد الجامع في طوبى أوضح برهان على الصبغة الاسلامية للمدينة: ويلفت أنظار الزوار بمنارته الشامخة المهيبة! ويوجد بداخله حلقات علمية متخصصة في التعليم الشرعي. ويتوافد السياح إلى طوبى بأعداد غفيرة من الدول الغربية والشرقية للاطلاع على هذه التحفة المعيارية النادرة، كما يوجد في المدينة وضواحيها عدد من المساجد والجوامع الجميلة، ومدارس عديدة لتعليم القرآن والعلوم الشرعية.
وتعد طوبى أيضا مدينة تجارية تشتهر بأسواقها الكبيرة الزاخرة بمختلف السلع المحلية والمستوردة، مثل سوق عكاظ وسوق "المباركة". ...الخ ويمهر بعض الحرفيين فى الصناعات اليدوية كالنجارة والحدادة، وصناعة المنتوجات الجلدية، كما يوجد في المدينة بعض الوحدات الصناعية، ولكنها لا تكفي لتشغيل الأيدي العاملة. ويلفت نظر الزائر مشروعات البناء المتعددة في كل مكان؛ ذلك لأنها مدينة حديثة في طور البناء والعمران، ويزداد اتساعها بطريقة مذهلة، كما يتضاعف سكانها بأعداد قياسية!
وتحتاج المدينة إلى جهود جبارة لضمان نظافتها، وصرف مياه المجاري، وشق الطرق الحديثة، وتوفير الكهرباء والمياه النقية في جميع الأحياء، كما تفتقر إلى مدارس جديدة لاستقبال أكبر عدد ممكن من التلاميذ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق