أشعر
بالأسف حين أسمع ذلك الخطاب التواكلي الاستهلاكي الشائع في بعض الأوساط المريدية
ومفاده أن عصر السعي والكد وبذل الجهد في ميدان التربية والتزكية قد ولى بعد قيام
الشيخ الخديم بجهاده المبارك في خدمة الرسول صلى الله عليه وسلم ونيله ما نال من
المواهب والأمداد والبركات ولم يبق للخلف
من مريديه سوي جني ثمار ذلك العمل واستهلاكه؛ وهذا الخطاب يستخدم شعارات مثل
"سرجب دفن لب Serigne bi def na lepp
" و"
سرجب لكين آج مو دس
Serigne bi legueye na ba noppi agna dess" مع
تأويل هذه العبارات تأويلا يبرر
النزعة الاتكالية وهي كلمات حق يراد بها شيء آخر.
وهذه
النظرية المثبطة التي يتبناها البعض تنطوي على دعوة سافرة إلى السلبية والتواكل ولم تكن شائعة بمفهومها
الحالي لدى كبار أتباع الشيخ رضي الله عنه، وأبنائه، بل، على العكس، كانت نظرةُ ذلك الرعيل الأول المتشبع بتعاليم الشيخ تتسم بالإيجابية، ولا
يتجادل اثنان في صدق إرادتهم. ففي قصيدة للشيخ امباكي بوسو أحد كبار مريدي الشيخ نظمها في مدحه يقول بعد ذكر جهاده المبارك
ألا هكذا فلْيسعَ كلُّ
مجاهد فكيفَ وحسنُ الصالحاتِ
الخواتمُ
في
إشارة واضحة إلى ضرورة سعي الخلف في الدرب الذي سار عليه الشيخ حتى حقق ما حقق من
انتصار للإسلام دون الركون إلى الراحة والدعة. فقد أرشد العالم البصوبي كل من نهض
ليجاهد في السبيل الله ليحذو حذوه ويرنو إلى الغايات السامية التي كان الشيخ
يتوخاها ...
ومن
ناحية أخرى كان لخلفاء الشيخ وأبنائه هذا الفهم الإيجابي فأدلوا دلاءهم في العمل
الصالح وقدموا إنجازات كبيرة مشهودة في جميع مجالات الحياة، وآخر الشواهد لهذا
الاتجاه مزارع خلكوم ومعاهد الازهر وإنجازات الشيخ عبد الأحد (ض) في طوبى.
فقد
عبَّد الشيخ الخديم طرقا وفتح آفاقا في النهج
المؤدي إلى "التمكن في الأرض" وقدم نماذج رائعة في التربية
والعمل وتجسيد القيم الروحية كما خلف
تراثا ضخما يُعتبر معينا لا ينضُب من التعاليم يمكن للجيل الحالي أن يتزود بها
لمواجهة تحديات الساعة كالجهل والبطالة والتخلف وتدهور الأخلاق وغير ذلك من
الأغلال الثقيلة المعيقة للتقدم الروحي والمادي معا.
ومن
هنا نرى أن من أوجب الواجبات على المجتمع المريدي حاليا أن يتشبث بمسيرة الجهاد
الخديمي بمختلف أبعاده التربوية والعملية والدعوية وبكل ما يتطلب من تضحية ومثابرة
وتفانٍ، ويتخلى عن الثقافة الاستهلاكية
التي ترَوَّجُ لأسباب في نفس يعقوب. فلا يتسنى للمريدين من الجيل الحالي في نظري أن
يقودوا عملية النهضة المنتظرة في السنغال دون ترجمة تعاليم الشيخ إلى واقع، بدل
الاستسلام للخطاب التخديري الذي لا يتماشى مع نصوص تلك التعاليم ولا روحها ولا
ينسجم مع علو الهمة، أحد المبادئ الأساسية في تربية الشيخ. ألم يُصدر ـ رضي الله
عنه ـ توجيها واضحا لإعلاء الهمة في جميع الأمور بقوله :
وأعل همتَك في أمور دنيا وأخرى تُحظَ بالأجور
بارك الله فيك ياشيخنا موضوع فى غاية الأهمية moustapha leye
ردحذفهذا النوع من الخطاب وماهو على شاكلته مما يروجه جماعة يحسب المريد أنهم على قمة العلم ويملكون الآليات الكفيلة لدراسة حياة الشيخ دراسة واعية يمكن الاستنارة بها وترجمتها إلى واقع عملي في حين أنهم في الدرك الأسفل من جهل مركب، ليس في حوزتهم إلا كما هائلا من الرويات ،يستجدون بها المستميعين، ويعلقون عليها قوتهم اليومي، فبدلا من يلقوا قراءة تمحيصية على التراث العلمي الهائل الذي خلفه الشيخ أحمد بمب ،يلفون ويدورن في اختلاق حكايات وخزعبلات، ويرون قصصا هي إلى الوهم أقرب من الحقيقة،والغريب في الأمر هو أن بعض الشيوخ يسمعون إلى هذه الترهات دون التعليق عليها،مما يخلق في النفس أحيانا الشعور بالخجل في الانتساب إلى المريدية،لذا فالطريقة المريدية حاليا بحاجة إلى رجال تسلحوا بصدق الشيخ عبد الأحد وارتدوا صرامة الشيخ عبد القادر يخرسون هؤلاء الجهلة الوصوليين الانتهازين ويكشفون النقاب عن تعاليم الشيخ الخديم السمحة لخلق نوع مريد جديد لا يعرف الاتكالية ويكرس جهوده في سبيل تحقيق النهضة الشاملة وسعادة الدارين.
ردحذفحالة مؤسفة جدا ، وقدصدق شيخناعبدالرحمن عبدالقدوس امبكي في أبياته.
ردحذفوتزودوا بالصدق والإخلاص في ــ حق الإرادة صا دقي تصميم٠
ولتحذرواحمل الشعار مجـرَّدا ــــ من أيِّ شيء جيد معـلـوم٠
كم من يُــردِّدُ بـمب بمب ولايحَرْ ــ رِكُ سـاكنا في نهـجه المرسوم.
من كان حقا حبـه لخديـمـنـا ــــ فليسلكن لسبيـلـه الموســوم٠
أَوْلَا فلم يك صـادقـا فيماادعـى ـــ من حبه المـوهـوم والمزعوم٠
ياإخـــوتي إن الإرادة حقـهـا ـــ عملٌ بإخـلاص مع التسـلـيـم.
فَدعـواالتكـاسل والتغافل واعملواــــ بتـعـلم لِلـــــهِ والتعــلـيـــم.
شكرالله سعيك وبارك فيك ونفع بك
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ
ردحذفيحتاج الى دراسات وتوجيهات وتوعية وجدير بتنبيه أيضًا يا شيخنا بعض المصطلحات التي يستخدمها بعض الدعاة في طريقنا مثل توحيد الشيخ kėnal serigne be وغير وغير
أحسنت واجملت. فبارك الله فيكم وجزاك الله خيرا.
ردحذف