في
الأسبوع الماضي اتصل بي أَخٌ فاضلٌ غيورٌ
على دينه وعلى تعاليم شيخنا الخديم رضي
الله عنه للفتِ انتباهي بشأن فيديو
مُتداولٍ تم بَثُّه في مَجمُوعة واتساب
هو عضو فيها، فقال لي بصوتٍ يَنِمُّ عن
مشاعرِ الأسف والحزن : في
هذا الفيديو الذي سأُرسله إليكم كلامٌ
بلغَ من الخطورة مبلَغَها لم يتفوَّه به
من قَبْلُ رجلٌ علَى حد علمي في أمر الشيخ
الخديم عليه رضوان الله الباقي الخديم .
ولما
شرعتُ في الاستماع إلى كلام الشاب المصور
في الفيديو قلتُ في نفسي لشِدَّةِ خُطورة
الكلام إن هذا الشابَّ لا يعي ما يقوله
أَوْ ليس سليمَ العقل، ولا أَحدَ من
العقلاء يلتفتُ إليه كما لو مرَّ بطفل
صغير يقول : "إن أبي
خالق السموات والأرض!" وكنتُ
أحسبُ أَنه يكفي استدعاءُ الشاب لتنبيهه
على خطورة ما يتلاعب به ليتخلى عن هذا
الهذيان .
لم
أَكن أُقدر مدى انتشار هذا الكلام في شبكة
التواصل الاجتماعي وكثرة ردود الأفعال
التي آثارها ولم أكن أدرك أَن هناك من
أخذه مأخذَ الجد.
وبعدما
قرأت منشورات عديدة في موقع التواصل
الاجتماعي فيسبوك تتعلق بالقضية رأيت
أن أعلق عليها ولو بشكل وجيز ريثما
أتمكن من العودة إليها بصورة أوسع.
فمنذ
فترة، قد كنتُ أُحذر عبر رسائل ومنشورات
من بعض الشعارات التي بدأت تظهر في بعض
الأوساط وتحمل دلالات لا تنسجم مع رؤية
الشيخ الخديم وتعاليمه ويمكن أن تؤدي إلى
انزلاقات خطيرة ومفاهيم خاطئة وقد يكون
الدافع وراء رفع تلك الشعارات حسنُ نية
إلا أنها تتصادم في فحواها مع روح العقيدة
الاسلامية الصافية التي كرس شيخنا حياته
في نشرها والذود عنها .
وأصحاب
تلك الشعارات يؤولونها تأويلات إلا أن استعمالها يفتح البابَ
لتجاوزات عقدية لا يمكن السكوت عليها؛
فأقاويل هذا الشاب في الفيديو امتداد
لمثل هذه المصطلحات الجديدة .
ومن
المشهور أن الشيخ الخديم رضي الله عنه
منع أتباعَه من استعمال عبارة "
أضحية ثانية " لمناسبة
ذكرى غيبته البحرية تجنبا لإساءة الفهم،
وهذا نهج ينبغي اتباعُه لوضع حد لمثل هذه
الاختراعات والاقاويل غير المألوفة في
الوعي المريدي الأصيل .
ومن
ناحية أخرى لا أستسيغ أيضاً استغلالَ بعض
المنتمين الى التيار السلفي لمثل هذه
التجاوزات للهجوم على التصوف عامة وعلى
الطريقة المريدية خاصة في الوقت الذي
يرفضون تماماً محاسبة هذا التيار السلفي
بالجرائم الإرهابية التي ترتكبها جهات
معينة تدعي الانتماء الى السلفية ويتبرأون
منها تماماً فالأمر سيشبه هنا ما يسمى
بالكيل بمكيالين : فمخالفات
مدعي التصوف محسوبة عليه وجرائم مدعي
السلفية لا تحسب عليها!
نعم، يبنغي على جميع الأطراف إدانة جميع
المخالفات وأخذ التدابير اللازمة للحد
منها دون إلصاق التهم بشكل جزافي. وفي
هذا الإطار نُنوه بموقف الشيخ منتقى
امباكي الحاسم وصراحته في تصحيح أخطاء
الشاب صاحب الفيديو . أما
انحراف هذا الأخير عن نهج الشيخ الخديم
فواضح وضوح الشمس ويكفينا دليلا قوله
رضي الله عنه:
درجتي كونيَ عبدَ الله ***
خديمَ عبده ابنِ عَبْد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق