الأربعاء، 20 ديسمبر 2023

وداعا أيها الصديق الوفي!

كنت أبحثُ عن كلمات تعبر عن شعوري عند انتشار النبأ المفزع والمفجع، وكأنها تفر مني ولا تريد أن تسعفني، بقيت لحظات لا أستطيع أن أصدق أن صديقي وزميلي قد فارق الحياة، وهو في أوج العطاء التربوي، وافته المنية في ميدان الجهاد، والسلاح بيده، كان يُلقي درساً لم تكن حصته قد حانت، كان يقدم حصة الجمعة في مساء الثلاثاء، كأنه في سباقٍ مع الزمن ليؤدي ما عليه.
لم يكن المرحوم بإذن الله تعالى الدكتور مصطفى جوم مجرد زميل لي، بل كان صديقا وحبيبا، كنتُ أتلمس في حديثه معي أمارات المحبة والاحترام.
رافقني لأكثر من عشر سنوات في المفتشية الأكاديمية بتياس، وكان خير رفيق وخير ناصح وخير مستشار. وكان يخفف عني الكثير من المهام.
لا أعرف أكثر منه دماثة وأحسن منه خلقا، ومن أبرز أخلاقه الإيثار والتواضع والحلم.
كان نموذجا في الإخلاص في العمل والتفاني في الخدمة، كان يحمل معه همَّ التعليم العربي الإسلامي أينما حل. كان مثالا في علو الهمة والجدية والمثابرة. كان من فرسان الجهاد التربوي أينما أعلن، ولم يكن التحزُّب يجد إليه سبيلا، وكان قياديا شجاعا جريئا في مواقفه ووفيا لمبادئه.
لا نملك إلا أن نقول : "إنا لله وإنا إليه راجعون" سائلين الله سبحانه وتعالى أن يرحمه رحمةً واسعة ويسكنه في الفردوس الأعلى ويلهم أهله من أقاربه وزملائه الصبر والسلوان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إشكاليات في بعض المفاهيم المريدية… إصدارٌ جديد للدكتور خادم سِيلا

تمثِّل المفاهيمُ أدواتٍ ضروريةً لبناء المعارف وتوجيهِ التفكير، ولذلك تؤثر تأثيراً بالغا في مواقف الناس وسلوكياتهم. وهي تتشكَّل ضمن سياقات مع...