الأحد، 24 فبراير 2013

لقد أعذر من أنذر !

أنا من المهتمين بالشبكة الاجتماعية "فيس بوك" منذ بضع سنوات باعتبارها وسيلة للتواصل والتلاقح الفكري والتعارف والله تعالى يقول: " يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"{الحجرات، ١٤}
ومما جذب انتباهي في الايام الاخيرة، بشكل مروع، انتشار ُبعض الكلمات والألفاظ التي لم نتعود عليها من قبل في إطار المناقشات الفكرية التي يُفترض أن تجري على أرضية من الاحترام المتبادل.
وإلى جانب كل أنواع السب والشتم والقذف نجد الآن في الملتقيات ألفاظا كثيرة تنم عن مشاعر الكراهية والعداء والبغض ونية الشر، كالقنابل والصواريخ والراجمات والمدافع والقنابل والتفجير والقمع والدحر والكر والفر، وغيرها من الألفاظ المليئة بدلالات العنف. ومما يؤسفني أكثر أن أغلب المتنابذين بهذه الألفاظ معارف أو زملاء في الدراسة إن لم يكونوا أقارب.
فنحن نسمع كثيرا من بعض المشايخ العقلاء أن العنف لا يمثل جزءا من استراتجياتهم، إلا أنه يمكن لمثل هذه المشاعر التي تتبلور وتتجلى من خلال استعمال لغة الحرب في المناقشات أن تُقحم العنفَ في مشاريعهم على حين غِرَّة، إن لم يوجد لها علاج شاف.
ولا أعتقد، في الواقع، أن العنف يكون قادرا في يوم من الايام على حسم أي خلاف أو إيصال أى دعوة أو حماية أى عقيدة، كما أشك في أن الاسلام هو المستفيد في نهاية المطاف من هذا التوجه الخطير من بعض أبنائه.
وحرصا علي مصلحة الاسلام ومصلحة الشباب الذين يمثلون ثروةً للدين وللوطن أرجو أن يراجع الجميعُ مواقفهم وأساليبهم مع الاستمرار في النقاش الهادئ البَنَّاء (وإن كان صعبا لاحتياجه إلى نضج فكري) لأنه هو السبيل الوحيد لمعرفة مواطن الاتفاق والاختلاف وللتفاهم؛ وأحث الشباب علي الاهتمام بتاريخ الأفكار التي يدافعون عنها وخلفياتها السياسية والاجتماعية وبيئتها الثقافية. وأدعو الجميع  إلى ضبط النفس قبل أن يبلغ السيل الزُّبى ويتسع الخرقُ علي المرتِّق!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الآفاق المستقبلية لإدماج المدارس القرآنية في النظام التربوي الرسمي

بمناسبة الدورة الثالثة للاحتفال باليوم الوطني للدارات في السنغال، نظمت وزارة التربية الوطنية جلسات علمية قيمة في يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024...